الشيخ محمود المصري يحدثنا بقصة رجل بارز الله بالمعاصي أربعين سنة!!
في حلقة مؤثرة من "ليلة في بيت النبي" صلى الله عليه وسلم، بعنوان "سهام الليل" دارت عن قيمة عبادة الدعاء وأثره.
توّج الشيخ محمود المصري الحلقة بقصة مؤثرة تدمع منها العيون، وهي مروية عن موسى عليه السلام وعن رجل من بني إسرائيل عصى الله أربعين سنة فما ترك معصية إلا وفعلها ولم يتب لله مرة، فجاءت سنة من السنين قحط شديد وبني إسرائيل لم ينزل فيها مطر، وبدأت الدواب تصاب والزرع يجف وبدأت الأنهار يتبخر ماؤها.. فبدأوا يقولون: يا موسى ادع الله أن يُنزل المطر
فجمع موسى بني إسرائيل ودعا ربه، ولكن الله لم يجبه، فتعجب موسى وقال: يا رب عودتني الإجابة فلم لم ينزل المطر؟
فأوحى الله إليه : يا موسى لن ينزل المطر فبينكم من يعاصني منذ أربعين سنة فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء.
فقال موسى : يا رب فماذا أفعل
قال : أخرجوه من بينكم.
فوقف موسى يقول: يا بني إسرائيل أقسمت عليكم، بيننا عبد يعصي الله منذ أربعين سنة وبشؤم معصيته مُنعنا المطر، ولن ينزل المطر حتى يخرج، فليخرج من بينكم.
أما ذلك العاصي فنظر حوله وتلفت يمنة ويسرة لعل أحدا يخرج، فلم يخرج أحد، فبدأ هذا العبد يناجي ربه صادقا منيباً تائبا قال: يا رب أعصاك أربعين سنة وتسترني وأنا اليوم إن خرجت فُضحت وإني أعاهدك أن لا أعود إلى هذه المعصية فتُب عليّ واسترني.
وما هي إلا لحظات وبدأ ينزل المطر فتعجب سيدنا موسى وقال: يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد !!
فقال الله عز وجل : ياموسى نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي يعصاني منذ أربعين سنة.
فقال موسى: يا رب دلني عليه لأفرح به.
فقال الله عز وجل: يا موسى يعصاني أربعين سنة وأستره ويوم يعود إليّ أفضحه.
وعند نهاية القصة لم يتمالك الشيخ محمود المصري نفسه من البكاء، وعبر عن حالته الوجدانية بشعر فيه دعاء ومناجاة تتضمن التمجيد والتعظيم لله تعالى فقال:
يامن يري مافي الضمــير ويسمع أنت المعـد لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشـدائد كلها يامن إليه المشـتكي والمـفزع
يامن خـزائن رزقه في قول كن أمنن فإن الخيـر عندك أجـمع
مالي سوي فقري اليك وسيلة فبالافتقــار اليـــك فـقري أدفــع
مالي سوي قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب أقـرع
ومن ذا الذي أدعو واهتف باسمه إن كان فضلك عني يمنــع
حاشا لجــودك أن تقنِط عاصيا الفضـل أجزل والمواهـب أوسع
ثم الصلاة علي النبي وألـه خـير الانام ومن به يتشــفع