ذكريات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ذكريات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-08, 14:15   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 ذكريات

- قد تشعر أحيان ا بمرارة و كآبة لا تعلم سببها . تفتش في مرفأ الذاكرة عن لحظات جميلة تطفو فوق السطح . قصاصة ورق تكتب عليها رقم هاتف صديق عزيز، زهرة ربيع جميلة مجففة بإحكام و مخبأة في طيات كتاب لم تطالع فيه منذ شبابك الأول . صورة من صور الصف الابتدائي ، يقف فيها مدرس اللغة العربية على اليمين و في الشمال يقف المدير ببدلته البنية القديمة . و بين المدرس و المدير حفنة من التلاميذ الفقراء مجعدي الشعر ، ملابس رثة و خرق بالية و في وجوههم عيون داهشة جميلة . وجوه ريفية كالحة تخبئ في استدارتها عزم المستقبل و تحدياته . هذه الفتاة الباسمة ،إنها نجية الجميلة و رغم شعرها المنفوش إلا أنها جميلة بحق ، لم يكن أحد ليعلم أنك ستكبرين بسرعة يا نجية ، و لم أكن لأصدق أن أهلك سيرحلون بك بعيدا عني ، صحيح أني لم أبح لك يوما بحبي و لكنه سر دفين آلمني كتمانه ، و في ذلك اليوم تطايرت أسئلة حائرة وسط ساحة المدرسة :
- يا إلاهي إنه شجار !! من الذي يتصارع فوق التراب .
و صاح أحد التلاميذ :
- إنهما مراد و جمال
- يتشاجران من أجل شيء لا نعلمه .
تدخل المدير و ضرب مراد و جمال و قال لمدرس العربية مزهوا و مهدئا :
- شجار أطفال لا غير .
نظرت إليه بعين تود لو تذبحه و قلت في نفسي :
- بل هو غليان الحب يا جاهل !
لا تكوني مثلهم حمقاء يا نجية ، لا تكوني بلا مشاعر فأنا تشاجرت لأجلك و أنا مستعد للموت من أجلك .
كبرت نجية بسرعة و سافر بها أهلها بعيدا حيث لا أعلم .
أما هذا الشاب البسيط ذو السروال الأزرق و النعل البني ذي القاعدة المطاطية فهو أبو العيون الكبيرة و القلب الكبير أيضا ، في الصف الثالث كان يدرس لنا العربية معلم مصري و كان يقول له ممازحا :
- عيونك تفلق الحجر !!
و لكن مراد لم يبد يوما علامة من علامات الانزعاج ، و رغم شجاري معه منذ عام إلا أنني أحبه فهو من كان يساعدني في عمليات الحساب و معه حفظت جدول الضرب باتقان و نكاية فيه أحببت نجية في سر و بإخلاص .
كان مقارنة بي هزيلا ضعيف الجثة . لكنه بسرعة ازداد طولا و مع الامتلاء صار عملاقا . و كان كثير الشجار . يثور لأتفه الأسباب ، صحيح أنه لا يسب و لا يشتم و لكنه يعتمد في إنهاء الشجار على قبضته الحديدية . ذات مرة قتل حمارا بلكمة ،و كاد أن يقتل سفيان عندما وجده يغازل أخته ، لم يتحدث سفيان لخمسة أيام كاملة ، كان فاقدا للوعي و حتى الطبيب نفسه ظن أنه سيموت في غرفة الانعاش و لكن الفتى بأعجوبة نجى ، و قال عندما تكلم :
- أشعر أن قطارا صدمني !!
على ذكر القطار ، تذكرت قطتي المحبوبة ذهبية اللون ، كانت جميلة جذابة ، و كانت تنام متكورة في فراشي ، و رغم شخيرها المزعج إلا أنني كنت أحبها فهي دافئة و حنونة و معتنية بنظافتها لغاية .
و ذات مرة و أنا ألعب الكرة ، مر القطار بسرعة عجيبة ، كنت أستمتع بعد عرباته الواحدة تلوى الاخرى،
تناثرت إثر مروره كتل صغيرة من اللحم و الفراء و عندما تأملتها جيدة كانت الكتل بقايا من جسم قطتي المسكينة !! ....... لا أرغب في التذكر الآن حتى لا أخبركم بأن مراد تزوج من نجية ، فلأعد الصورة لمكانها ، و لأعد الوردة المجففة بين طيات الكتاب كما كانت منذ أربع و عشرين سنة . و لأبحث عن شيء مفيد عدى التذكر ....... لا أدري ، فربما يفيدني النسيان في هذه اللحظة .









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكريات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc