احتجاج الشباب ضد غلاء الاسعار .... الايجابيات والسلبيات والعذر

[العابدالكنتي]

ردا على موضوع الاخ المؤرخ :
هل كان الاساتذة على حق في اضرابهم العام الماضي؟؟؟
أقول ليس مهما ان كان اضراب عمال التربية على حق ام لا؟
المهم هل حقق الاضراب ما تصبوا اليه الاسرة التربوية؟
والاهم هل المطالب الثلاثة التي كانت مرفوعة أنذاك تحققت كليا ام جزئيا؟
وهل بمقدور النقابات على مختلف مشاربها في المرحلة الحالية قيادة القطاع الى بر الامان؟
ام عن ثورة غلاء الاشعار كما سمتها بعض الصحف .فهي ايجابية من ناحية وسلبية من ناحية اخرى ونلتمس لهؤلاء الشباب العذر من جهة اخرى
الايجابيات:

1. اوضحت للحكومة ان الشعب قادر على الانتفاض والاحتجاج بطرق اكثر عنفا وتطرفا وهنا مكمن الخطر
2. ابرزت ان الشباب هم وقود الحركات الاحتجاجية مستقبلا عندنا وفي العالم
3. الفقر والبطالة وغلاء الاسعار بلغ مرحلة تتجاوز القدرة على التحمل فالصبر فقد صبره مع هذا الارتفاع الجنوني للاسعار واللاعدالة في توزيع السكنات مع وجود اكثر من 200 مليار احتياطي من الدولارات.
4. حالة الطوارئ يجب ان ترفع حتى يستطيع ان يعبر و يحتج بشكل سلمي كما هو حاصل عند جيراننا في المغرب.
5. ازدياد الوعي لدى الشباب بقضاياهم المصيرية وما خروجهم الا مظهر لهذا الوعي.
6. تحرك الحكومة لوضع اليات لضبط الاسعار والعمل على استقرارها بدءا من الاسبوع القادم حسب وزير التجارة
7. ارغام الحكومة لعقد مجلس حكومة طارئ نهاية هذا الاسبوع لدراسة الوضع وهو اعتراف ضمني باحقية ومشروعية مطالب المحتجين.
8. تعرية بعض المسؤولين الذين استشرى فيهم الفساد ,كما اظهرت الاحتجاجات من يحتكر الزيت والسكر في الجزائر اي حكومة داخل حكومة (ربراب وجماعته من رجال الاعمال الخواص)

السلبيات:

1. ان مظاهر تخريب وتكسير الاملاك الخاصة للمواطنين والعامة للشعب امرا مستنكرا من طرف الجميع لان التخريب لا يرضاه الله و لا رسوله ولا احد من المسلمين كما ان الاعتداء على الناس مهما كانوا شرطة او درك اومواطنين نحن نرفضه وندينه لان العنف لا يولد الا العنف والدم يسيل الدم ونحن نتذكر جيدا في نهاية الثمانينات كان جميع الشعب الجزائري متيقنا ومتأكدا من انه لا بد ان يسيل الدم حتى يحدث التغيير في الجزائر وسال الدم فعلا ذات ليل من ليالي 04 جوان 1991 وتم فتح النار على المعتصمين في ساحة اول ماي فما كانت النتائج؟ سال الدم وسال وسال لم يتوقف الا بعد 10 سنوات والنتيجة كتن كارثية مأساة راح ضحيتها اكثر من 200 الف جزائري والالاف المفقودين والارامل واليتامى هم ضحايا الماساة الوطنية . نعم نحن ضد العنف وضد سفك الدماء ممن كان ولاي سبب كان لاننا نعرف خطورة العنف في الجزائر.
2. ومن السلبيات صمت الاحزاب والمنظمات النقابية والجمعيات عن ابراز رأيها وموقفها من الاحداث وهو امر يحدث فقط في الجزائر مما يبين ضعف الطبقة السياسية والنقابية والحركة الجمعوية والمجتمع المدني عامة فالنقابات المهتمة بعالم الشغل لا تهتم الا بنفسها فالمركزية النقابية لا تريد اغضاب السلطة و لا تتكلم الا بعد اخذ الاذن من الحكومة بل الاغرب انها نندت بالاحداث دون ان تذكر بالمسببات وكأن هؤلاء الشباب ذات مساء افرطوا في شرب الخمر والمخدرات فاصبحوا في حالة من السُكر والخَدَر فنزلوا لشوارع العاصمة ووهران حطموا وخربوا هكذا دون هدف ولا سبب ثم عادوا في الصباح لمنازلهم وكانهم مجرمون او مخربون جاءوا من المريخ او المشتري.
3. اما النقابات التي تسمي نفسها بالمستقلة فهي مستقيلة وليست مستقلة او مستقلة عن الاحداث الكبرى واكبر اهتمامها حاليا هو ملف الخدمات الاجتماعية وكيف تقتسم الكعكة مع الاتحاد ع ع ج او على الاقل يكون لها نصيب فيه وقد كشفت هاته النقابات كل اوراقها في اضراب العام الماضي ولم يعد لديها ولا ورقة واحدة مخبئة فاللعب صار على المكشوف وقد استنفذت معركة الاضراب الاخيرة كل قواها واتعبت وصدمت منخرطيها ومنتسبيها خاصة بالنهاية الدراماتيكية للاضراب.لذلك فهي خارج مجال التغطية ولم يعد لها ذلك الوزن الذي كان لها قبل الاضراب الاخير.

نلتمس العذر:
نعم نلتمس العذر لهؤلاء الشباب للاسباب التالية:
- حالة الطورائ لا تسمح لهم بالتعبير عن رايهم والتظاهر والاحتجاج على اوضاعهم بشكل سلمي.
- غياب من يتبنى قضاياهم فالاحزاب منشغلة في التحضر من الان للانتخابات القادمة المحلية والتشريعية 2012 وبعضها سابق الزمن وقفز قفزة في الهواء صار يتطلع الى انتخابات الرئاسة لسنة 2014 وهو امر معيب يصدر من حزب نفتخر بانه كان حزب الجزائريين وطريقهم للتحرر والتحرير وهو امر يعبر عن حالة افلاس حقيقي لدى الاحزاب الكبيرة فما بالك بالصغيرة.
- انشغال المنظمات النقابية بقضاياها وهموم اعضائها ومصالحها الشخصية على حساب قضايا وهموم المواطن والعامل وبالتالي تركوا الشباب وهمومهم وانشغالاتهم دون حلول ودون حتى ادراجها كمطالب في لقاءاتهم مع المسؤولين.
- نلتمس العذر للشباب لانهم لم يجدوا من يؤطرهم ويدافع عن قضاياهم من قبل الحركة الجمعوية ومنظمات الشباب وما اكثرها والتي يتسارع اعضائها لتقديم فروض الطاعة والولاء اذا طلبت السلطة منهم ذلك ويسارعوا لعقد اللقاءات والتجمعات لمساندة المرشح فلان ولدعم سياسة المرشح فلاتان.
- نلتمس العذر للشباب المحتج لان الفوارق الاجتماعية زادت عن الحد والعدل غاب والفساد استشرى والافق مسدود
- نلتمس العذر للشباب لان الجزائر تعيش بحبوحة مالية اكثر من 200 مليار دولار احتياطي ولا تظهر نتائجها على ارض الواقع ولا تنعكس على حياة الناس المعيشية بالاساس فالغني يظهر عليه انه غني ويزداد غنى والفقير كذلك يظهر فقيرا بائسا ويزداد بؤسا وفقرا ,فنحن دولة غنية لكن شعبها فقير ويعاني ويتألم في صمت او على الاقل جزء منه كذلك
لكل هذا ولغيره نلتمس العذر ونطالب سيادة الرئيس المؤتمن على الشعب العزيز بوتفليقة باعادة النظر في اداء بعض الوزارء المهرجين والذين لا يحسنون الا الكلام وتقديم الوعود الوهمية والتطمينات فقط كما ندعوه الى الاستمرار في محاربة الفساد والقضاء على الرءوس الكبيرة من رجال الاعمال المنتفخة بطونهم ورؤسهم والعمل على وضع استراتيجية محكمة تضبط الاسعار وتمنع ارتفاعها مستقبلا .
وفي الاخير يجب ان تضرب الدولة بيد من حديد على العابثين بالآمن الغذائي للشعب وعلى الوسطاء والسماسرة وغيرهم.