تطبيقات حول خطوات المنهج التجريبي

[ترشه عمار]

.. نص
" تحتاج الملاحظة الى مجموعة من الاحتياطات التي تقودنا الى التفكر قبل المعاينة، وأقله الى تعديل النظرة الاولى بحيث لا تكون الملاحظة الاولى أبدا هي الملاحظة الفضلى، الملاحظة العلمية هي دائما ملاحظة تحتمل الاشكال.انها تثبت طرحا ماضيا أو ترسيمة مسبّقة أو مخططا للملاحظة، أو تبطلها؛ وهي اذ تبين تبرهن وترتب الظواهر، وتتجاوز المعطى المباشر وتعيد بناء الواقع بعد اعادة ترسيماته. وبطبيعة الحال ، فور الانتقال من الملاحظة الى الاختبار ، يصبح طابع المعرفة الاشكالي اكثر وضوحا ايضا. اذ يجب ان يصار عند ذلك ، الى فرز الظاهرة وتصفيتها وتنقيتها وصبها في قالب الادوات. ولكن الادوات ليست سوى نظريات مجسدة تخرج منها ظواهر تحمل الطابع النظري من كل جانب... فالنشاط الفكري في العلم الحديث يجهد لبناء عالم على صورة العقل. "غاستون باشلار"

أ- اشرح الافكار الواردة في النص مبينا الاشكالية التي يطرحها.
ب- ناقش هذا الرأي لباشلار في ضوء الخطوات الاخرى للمنهج الاختباري.
ج- ما هي برأيك، المرحلة الاهم في المنهجية الاختبارية؟ علّل بالتفصيل ما تذهب اليه.


عناصر الإجابة

أ-المقدمة:- تعريف العلم والمنهج العلمي وأهميته في تطور العلوم .
- اختلاف فلاسفة العلم والعلماء حول اهمية خطوات المنهج الاختباري
- وهذا النص يأتي تجسيدا لذلك الخلاف.
الاشكالية: ما هو دور الملاحظة في السياق الاختباري؟ وهل هي الخطوة الاهم في ذلك؟ ام ان دورها ذلك مرتبط بباقي الخطوات الباقية في المنهج الاختباري؟

الشرح: - تعريف الملاحظة .
- أهمية الملاحظة:- ترسم للعالم ارضية لوضع الحلول بعد ان تجعله يطرح
أسئلة حول العالم..
- دورها يكمن في التثبت من طرح ماض او في ابطاله.
- كما انها ترتب الظواهر وتعيد بناء الواقع..
- السؤال الذي تقود اليه الملاحظة يحمل الطابع الاشكالي:حدث/مسألة.
- هذا الطابع الاشكالي لا يتم حله الا في المختبر وباستعمال ادوات وآلات.
- الهدف من كل ذلك هو بناء عالم على صورة العقل اي منظم وواضح.

ب- المناقشة:
الملاحظة على اهميتها ليست الخطوة الوحيدة التي بدونها لا يمكن التوصل الى نتائج علمية صحيحة وذلك لان المنهج العلمي له خطوات أخرى لا يستقيم من دونها السياق الاختباري.
- ليس العلم أن نرى ونراقب ونجرب فحسب، بل أن نفهم ونشرح أيضا. ان الوقائع اشارات بحاجة الى تفسير، وهذا التفسير لا يمكن أن يتم الا في ضوء الفكرة، فلا قيمة للاختبار الا بالفكرة.
فالفرضية هي التي تصوغ المسألة التي يسعى الاختبار الى ايجاد حل لها، ومهما تعددت الظواهر وكثرت تظل عقيمة وبلا معنى، ما لم ترتبط بفكرة تثبت هذه الظاهرة أو تدحضها.
فبعد الملاحظة والمشاهدة، يمكن للعالم بنتيجة ذلك أن يفكر في فرضية ما أو أن يقترح هذه الفرضية. والفرضية هي ركن المنهج العلمي. انها فكرة أولية يظن العالم أن في وسعها تفسير الظاهرة موضوع البحث. ولصوغ الفرضية شروط:
- يجب أن تكون واضحة، دقيقة، غير متناقضة.
- أن تسعى ما وسعها الأمر للاجابة عن سؤال واحد لا أكثر أو متغير واحد.
- أن تصاغ بأقل عدد ممكن من الكلمات أو المصطلحات مع استعمال للغة الرياضيات.
- يجب أن تكون قابلة للتحقق منها بالتجارب العلمية.
ويمكن أن يضع الباحث عدة فرضيات يختبرها ويكتشف الصحيحة من بين كل الفرضيات الخاطئة: ( كبلر..)
فالفرضية هي عمل عقلي، تركيبي، ابداعي، تهدف الى ادخال النظرية الجديدة الى النظام العلمي. ولا بد من أن تجيب عن كل الأسئلة التي يطرحها الحدث\ المسألة،أي يجب أن تقدم التفسير العلمي لها.

- وتحتاج الاجابة المفترضة كي تكون علمية، وصحيحة الى اثبات ودليل. والاجابة التي لا دليل عليها لا يمكن أن تكون علمية صحيحة.والدليل الذي نبحث عنه نجده من خلال التجربة أو الاختبار.
والتجربة هي وضع يصطنعه العالم بهدف الاجابة عن سؤال محدد. ويتم تكرار الاختبار مرات عدة وفي ظروف وشروط مختلفة على أكبر عدد من الحالات, وقد يكون التحقق أحيانا بمراقبة جديدة (علم الفلك).
وتخضع الظاهرة موضوع الاختبار ،لسلسلة من التجارب التفصيلية المعقدة، وتكون جميع الاجراءات خلال الاختبار تحت سيطرة الباحث وفريق عمله بهدف التحقق من الفكرة. وليتحقق من الفكرة يحاول عزل الظاهرة المدروسة، وهذا التحقق يحصل غالب الأحيان في المختبر وبواسطة آلات وأدوات متنوعة ومتطورة...
وبعد سلسلة اجراءات تحقق اضافية يربط العالم العناصر ويعبر عن نتائجه بمعادلة رياضية، ثم يقوم صياغة هذه النتائج باسلوب علمي دقيق يشكل قانون علمي. فبواسطة لغة الرياضيات يتم تحويل المعطيات الحسية الى كميات ورموز جبرية.
وهناك فرضيات لا يمكن التحقق منها بواسطة التجربة، فتسمى نظرية مثل النظرية النسبية لأنشتاين ونظرية الثقوب السوداء ونظرية بيغ بنغ.
ان التحقق الاختباري الايجابي من فرضية ما لا يعني أن هذه النظرية صحيحة بالضرورة. فأحيانا كثيرة تكون النظرية غير علمية وخاطئة، وتكون نتائجها صحيحية ( مثال : فرضية أن الأرض ثابتة ). فالاختبار قادر على أن يؤكد بدقة خطأ فرضية ولكنه لا يستطيع أن يؤكد بالدقة نفسها صحة فرضية...
والفرضية المختبرة ايجابيا، أي المقبولة لأنها قادرة على تفسير كل الظاهرة الطبيعية تفسيرا علميا عقليا، ولم تدحضها الاختبارات المتكررة هي بطبيعتها عمومية،ولكن لا نستطيع ترجمتها الى لغة الرياضيات..فالقانون العلمي يقوم على اكتشاف علاقة ضرورية وثابتة ومطردة بين ظاهرتين أو أكثر، وكل ظاهرة ترتبط بشروط محددة بدقة.وهذا هو مبدأ الحتمية (لم لا) الذي حل محل السببية (لم).

ج- ابداء الرأي:
( خاص بالطالب مع الأخذ بعين الاعتبار رأي كلود برنار )
- يرى كلود برنار أن الفرضية هي نقطة الانطلاق الضرورية لكل منهج تجريبي،وبدونها لا يمكن القيام بأي بحث ولا الحصول على أية معرفة ولا اكتشاف قوانين.وبدون الفرضية كل ما يمكن فعله هو تراكم مجموعة من الملاحظات القيمة.

يتبع .../ ...