أخي الجامعي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أرجو أن تكون بخير. أريد أنْ أعرج على ما رويته عليكم من قصص سمعتها ،وأنتم تعرفون أنّ كلّ حاسة شاهدة على صاحبها فقصة الكلب ،والطائر ،والبغلة هذه الأخيرة التي قطعت على نفسها عهدا أن توصل المؤونة دون تضييعها . قيل لي أنها يوم الإستقلال رجعت إلى أهلها سالمة بعد أن أدت واجبا روّضها عليه المجاهد الجزائري البطل . أخي الجامعي ثورتنا كانت وما زالت نموذجا للشعوب المقهورة كي تأخذ حريتها، فأجدادنا ملكوا، وصارت لهم هيبة وقوة ثمَّ فقدوا ولمَّا فقدوا العتاد لم تبدد إرادتهم ، بل خاضوا المعارك العديدة ،والمتتالية ،وما وهنوا ،وما استكانوا بل واصلوا جيلا بعد جيل . لقد ارتدوا جزمة القروس، ولبسوا ألبسة متواضعة ، لكنها ذات شأن كبير، وأكلوا القديد، والرغيف الجاف ،وحاربوا عدوا أكبر منهم بكثير في العدد، والعتاد، لكنّه كان أصغر منهم في الإرادة، والذكاء، والفطنه، لأنهم أصحاب قضية عادلة فكيف تخلوا من إعانة سماوية ! فرصاص المجاهدين كان مرفوقا بترديدات التكبير ،ثم تليه ترديدات التحميد بعد الإنتصار على العدو . فيا أخي الباحث الجامعي فهل يخاف العقلاء والمؤرخون في البلاد على أن يكون موضوعك المقترح للمساهمة هو خرافة وأنّ التأريخ لايقوم عليها وتعمل على تشويهه؟ وأنا وأنت يجب أن يكون حبّنا لوطننا وثورتنا أكبر من الذي اقترحته أيها الباحث العزيز .
أخي هذا مجرد رأي أما الرأي الصواب ستجده عند العقلاء من الوطنيين أصحاب الشهادات العليا فهم أصحاب الأمر في رسم الأهداف وبنائها وتحليل نتائجها .