إنها الشبهات خلعت على تصوّرهم غبشا يزيد ولا ينقص فيزعمون أن المسيحية دين"إنساني" بينما الإسلام دين التكاليف الشاقّة والتضييق على الحرّيات والإرهاب، وإلى جانب الشبهات التي رانت على عقولهم هناك الشهوات التي تبيحها المسيحية ويحظرها الإسلام، وهل الاحتفال بالميلاد سوى عبّ للخمور وارتماء في حمأة الجنس بلا حدود؟ ثم أين هؤلاء المسيحيون الذين يشاركهم بعض بني جلدتنا أعيادهم من الدين المسيحي الذي يدعو- كما يروّجون بافتخار-إلى السموّ الروحي والتطهّر والمسامحة والتواضع؟ إن الغربيين هم أبعد الناس عن هذه المكارم، بل لا علاقة لهم بالدين البتة ماعدا أقلية هي أقرب إلى قطرة في عرض المحيط، أليسوا عبيدا للمادة وحدها؟ ما الذي يتمثّلونه في حياتهم من تعاليم السيد المسيح - عليه السلام -؟ أين الصفح عن المعتدي؟ أين إدارة الخدّ الأيمن بعد تلقي ضربة على الأيسر؟ أين شعار"أحبّوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم"؟ أليس الغرب المسيحي علما على العدوانية تنظيرا و سلوكا؟ أليس هو الذي احتلّ بلادنا الإسلامية بمباركة الكنيسة ثم مزّقها ومازال يعمل على إبقائها متخلّفة هزيلة؟ أين تسامح المسيحية الذي يصمّون الآذان به؟ لم يتسامحوا مع أربع مآذن يتيمة في بلد كامل ولا مع عشرات قليلات من المنقّبات وسط 35 مليون امرأة فرنسية سافرات، ولا يسمحون للمسلمين بذبح الأضاحي بدعوى الشفقة على الخرفان؟؟؟ هكذا يعاملوننا استنادا إلى اعتزاز مزعوم بالنصرانية، فما بال بعضنا غمرهم الحمق وتأصّل فيهم الغباء يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟.