لقد أذهلتني حقيقة تعرفت عليها اليوم على لسان الدكتور محمد راتب النابلسي وهي تتعلق بوظيفة القلب فقد كنت أعتقد أن وظيفة القلب تكمن فقط في كونها مضخة توزع الدم على سائر الجسد .... وكثيرا ما تساءلت عن سر قوله صلى الله عليه وسلم ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب .... )) وكنت أستغرب كيف يكون القلب مصدر صلاح أو فساد ويزيد في حيرتي قوله تعالى ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾[الحج:46] وقوله ((أَفَلاَ يَتَدَبَرُونَ اَلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىَ قُلُوُبٍ أَقْفَاَلهَاَ )) وتأتي في هذا السياق الآية ﴿﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾﴾ [الأعراف:179] وكثير من الآيات التي تظهر أن القلب مصدر تفكير وتدبير وتقدير ... وجاء الفتح على أيدي علماء الغرب الذين يدعو عليهم الكثير منا بشتات الشمل وقطع النسل و و و ... لا علينا فقد أجريت دراسة تظهر التغيير على سبعين حالة ... حيث ظهر في إحداها أن امرأة زرع لها قلب شاب توفي فكان أن أصبحت هذه المرأة مختلفة في كثير من العادات كبعض الأطعمة التي كانت تكرهها وأصبحت تحبها وبعض السلوكات التي تميز الرجال أصبحت تسلكها وحالة أخرى لفتاة زرع فيها قلب فتاة ماتت مقتولة وكان أن هذه الفتاة أصبحت ترى في أحلامها شخصا باستمرار يقوم بقتلها فلما وصفت الرجل بدقة ألقي عليه القبض وثبت في حقه ذنب قتل الفتاة المقتولة ... وأثبت العلم أن في القلب خلايا عصبية أقوى بخمسة آلاف مرة من الخلايا الدماغية وأنها هي التي تصدر الأوامر لها ... ولا يسعنا القول سوى سبحان الله القائل ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾﴾ (53) فُصلت
