السلام عليكم ورحمة الله
قد طال بين هاته الصفحات البيضاء هاهنا وبين قلمي الامد ليس جفاءا او خصاما وانما لكثرة االمواضيع التي تدق ابواب اعماق عقلي كل منها يلح من جهة لمعالجته
كثرت الفوضى داخل عقلي المسكين فكان لزاما علي اعطاؤه فترة من الراحة يرتب فيها ما خرب وكانت الاولوية السباقة والتي فرضت نفسها على جل المواضيع بجدارة واستحقاق تلك
تلك التي جعلت من المجتمع مجتمعا ممزق النفس معتلا مريضا كئيبا كاسف البال قليل الرجاء ....
فالفزع والخوف والقلق والارهاب والظلم والعنف كلها اشباح رهيبة تخيم باجنحتها الكئيبة على كل بيت والامن والامان والسكينة والنية الحسنة الخالصة كلها قد صلى عليها المجتمع صلاة الجنازة الا قليلون هم المنتشرون بين كل حفنة واخرى من البشر مازالوا يتمتعون بما قد كان والحمد لله
وبين معاول الهدم هاته ومعاول البناء القليلة النادرة الاخرى تقف الامة موقف الخوف والدهشة وبينهما يتقرر مصيرها
امة تنسى ماضيها وتستدبر مستقبلها امة تساوم على مبادئها وقيمها تتحول الى قطيع تلهب السياط ظهره وتنهال العصا عليه من هنا وهناك تدمي جسمه
معاول هدم خطيرة اشد خطرا من الحرب الضروس ...تفسخ اخلاقي ...انحلال اجتماعي ...ضعف للوازع الديني ...هبوط معنوي ونفاق ناشئ عن الظلم الاجتماعي امة اين تنام النفوس فيها على هدهة الشهوات وبين قسوة العاطفة وغفوة الضمير
فقد تحول دعاة اصلاح مجتمعاتنا الى ابواق للسلطان يؤيدون الباطل ويخذلون اهل الحق ...
اصيب المجتمع في اغلى شيئ يملكه كل انسان جانب الانسانية والذي قضى عليه الخوف بعقدة الخوف من الخوف
وتحول الناس الى كتل من صنم الوجوه كلها متشابهة والقلوب كلها متشابهة والتصرفات كلها متشابهة
فهل يصلح هذا المجتمع ان يخوض معركة من معارك المصير ?
وهل يرى احدكم طريقا لاستبدال الواقع هذا كلنا نعرف البديل وندركه خير ادراك ولكن شتان بين المعرفة والتطبيق فكيف هو السبيل للتطبيق ?
وكيف لنا ان ندرء معاول الهدم هاته وننقض ما تبقى لنا قبل ان يفنى كل شيئ ?
قد سئمنا من الحلول النظرية المكررة في كل حين ومين والتي لا ترقى الا لرفوف الخزائن والارشيفات يتاكلها الغبار
نريد حلولا عملية واقعية