هي ...الحضن الذي طالما حلم بالسكون إلى دفئه..
كان ..مثل كل الأيام..يتكىء على عرض الشارع ..يغمض أهداب اللهفة ..يشتم حوافر ذكريات غابرة من الحطام الكبير...كان قد اعتاد ضجره واستراح لظل الحر المنكسر على جبينه ..
هي من حيث لايدري استوقفته دون تمهل.. من حيث لايدري بعثرت تفاصيل الجسد النحيل ..واقتحمت أسوار ضجره ولحظات يومه ..في لحظة ثقل فيها مؤشر اليوم ..وتباعدت فيه دقات الدقائق الساقطة من حر الزمن اللاهث.. يعانقه شوقها.. يكذب نفسه كل حين ..أيمكن لك أيها الشقي أن تنبض من جديد؟..
في الصحراء الباردة ضجراوجفافا ..نبت موج السندباد أخيرا..واستطال عائدا بالشراع العالي ..يشق دهاليز اللحظة في اليوم..أخيرا داهمته رائحة البنفسج من شرفة نافدتها المطلة بخجل ..وبهمس يمسح الأذن التواقة لعذب لحنها..
أخيرا لم يعد وحده يرسم النهايات التعيسة ..أخيرا استقال من الجري المحموم في العتمة ..حافيا على جمر الثلج الحارق ..يمد الخطى عريضة بين الخيبة والانكسار..
قالت : أحبك العمر كله ..
بخجل ..توقفت الثواني الراكضة بملل حوله ..أطرق في الظلمة حالما ..يسمع همس صمتها العذب ..يكبر الأمل ..يهرب ظل السؤال ..وتغور خجلا علامة الاستفهام من طول الوقوف المضجر..
من حيث لايدري.. قالت أحبك..
من حيث يدري ..ويداري..قال أحبك ...وغاص الهمس في الأحلام .. استفاق أخيرا على قصة حب ..طي الهمس .. تنبت بين تفاصيل الجسد النحيل..