ذات يوم قام صديق لي يسكن في حي متكون من عدة عمارات بحملة لتنظيف القاذورات حول العمارة التي يسكنها و بعض العمارات المجاورة ,قام ببذل جهد كبير و كان الرضا باديا على محياه لما آل إليه حال الحي. لما التقاني أخبرني بما فعل و هو يتباهى بما فعل آخذا رايي في مبادرته, فرددت عليه بعد أن أثنيت على جهده و قبله فتفكيره في الأمر بأن الحي سيعود لسابق حاله بعد يوم أو يومين و على أكثر تقدير بعد أسبوع, و أن من يريد الحصول على نفس النتيجة و بصفة دائمة عليه أن يقوم بحملة نتظيف هنا, و أشرت إلى الدماغ لأن القاذوات توجد في التفكير و ما إمتلاء الحي أو الحياء أو البلد برمته ما هو إلا إنعكاس لما في عقولنا. نفس الشيئ يمكن أن يقال على إرهاب الطرقات فالمشكل الحقيقي ليس في حالة الطرقات و لا في حالة أو عدد السيارات و لا في القوانين و إن كانت كلها لها قدر من المسؤولية لكن السبب الأهم و الفعال هو نحن " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" و الله المستعان.