هذا الشهر الذي نقبل فيه على سلعة الله ونغذي أرواحنا ...
في رمضان ومنذ اليوم الأول ترى الأسواق قد اكتظت على غير عادتها ومحلات الخضر والفواكه واللحوم قد تزينت والناس يروحون ويغدون-طوال النهار- يطوفون بها كما يطوف الحجاج بالكعبة الشريفة ،وقد تعلقت بالطيبات عيونهم ولا يبرحونها حتى يملئون من كل شيء أكياسا ، وفي البيت ترى النساء لا يتحولن عن شاشة التلفزيون يتابعن برامج –شهية طيبة- أو –مائدة رمضان – على اختلاف أسمائها، فإذا انتهى البرنامج من قناة تحولت المرأة إلى قناة تلفزيونيةأخرى تبث نفس البرنامج، وبعد منتصف النهار تتجه إلى المطبخ فتمضي بقية يومها فيه.
وفي السهرة ترى الموائد قد صفت عليها أنواع من الزلابية وقلب اللوز.. و..والناس لا يستطيعون مغادرتها إلى الصلاة فهم لا يستطيعون حمل بطونهم. وهكذا تمر بقية الأيام....
حينما ترى الأمر قد تحول من طلب لسلعة الله الغالية إلى مزاحمة على فاني السلع وأبخسها وبدل أن يغذي الناس أرواحهم تراهم لا يهتمون إلا بغذاء البطون حينها تتساءل :
هل هذا شهر صيام وعبادات أم شهر طعام وأكلات