بسم الله الر حمن الرحيم والسلام عليكم جميعا.
عندما قررت الدولة الجزائرية فى اواخر السبعينيات تغيير النظام التعليمى فى بلادنا من التعليم العام الى التعليم الاساسى لم تفكر ( وهذا من عاداتها ) انها ستتراجع يوما عنه بعد اكثر من ثلاث عقود من الزمن وترجع مرة اخرى اليه فى حلة شبه جديدة لترمى بكل الاساتدة المتخرجين من المعاهد التكنولوجيا للتربية وتستبدلهم بخريجى الجامعات اصحاب " الشهادات " بحجة ان هذه الفئة من الاساتذة لم يعودو صالحين لمواكبة هذا التغيير الاكاديمى الجديد متجاهلين ان صناع رجالات هذه المدرسة اى خريجى الجامعات هم هؤلاء الاساتذة بانفسهم. وهل يعقل ان نتنكر لهذا الجميل وبهذه البساطة ؟ فبعد ان اصدرت الوزارة القانون الجديد وتصنيف الاساتذة فى كل مراحل التعليم ها هو استاذ التعليم الاساسى لم يجد نفسه مصنفا واطلق عليه " منصب فى طريق الزوال " معنى هذا انه لا يصلح المسكين وقد فاته الزمن ويرمى به فى سلة المهملات مثل ذلك الابن الذى يرمى بابيه وامه فى دار العجزة بعد ان بلغوا من الكبر عتيا. الم تعلم الوزارة ان الفضل كل الفضل يرجع الى هذه الفئة من المعلمين الذين كانوا الوسيط بين التعليم الابتدائى والجامعى ؟اذا كانت الوزارة قد انكرت جميل هذه الفئة من الاساتذة فمن ذا الذى يرحمها فى هذه الدولة وهذا المجتمع ؟
ان هذا القانون الجديد المجحف والظالم اهمل استاذ التعليم الاساسى ولم يعطيه حقه ومنعه من الترقية الى مراتب عليا مثل باقى اخوانه فى الوظيف العمومى كانه محتوم عليه ان يخلد ويموت فى القسم والا كيف نفسر رفض تاهيلهم بحجج مفيركة وتبعث للاستغراب وباطلة ولم يرحمهم حتى ينهوا ما تبقى من عمرهم ان كان فى العمر بقية فى مناصب عليا تليق بهم ( مدير او مستشار ...) وتليق بمن افنوا شبابهم وحياتهم فى تربية الاجيال لمدة تفوق 30 سنة من العطاء. فاذا كانت الوزارة لا تمنحهم المراتب المذكورة فعلى الاقل ان تصنفهم فى مرتبة اساتذة التعليم المتوسط بدون شرط او قيد اللهم الا الاقدمية كما تفعل الادارة مع موظفيها لان المتخرجين من المعاهد التكنولوجيا تخرجت قبل 30 سنة بتسمية " استاذ التعليم المتوسط ". الى تكفى هذه الاقدمية لتصنيفهم ؟ اذن لماذا هذا الظلم بعينيه يا وزارة التربية ويا الوظيف العمومى ؟ اما اذا كانت الشهادات الجامعية شرط اساسى فى ذلك فالكل مستعد للانتداب للجامعة لنيلها عن جدارة واستحقاق لانها لا تخيفنا بل سنبين قدراتنا وتفوقنا على الجميع. اننا فى الانتظار.
اتمنى ان تستجيب وزارة التربية لمطالب هذه الفئة من المربين وتكرمهم فى اخر ايامهم للاحالة على التقاعد لاتمام ما تبقى من عمرهم فى عز وكرامة مع ابنائهم مثل بقية الموظفين الاخرين. شكرا والسلام عليكم.