هل كل من توفرت فيه شروط القيادة يصبح قائدا؟

[محـ العاصيمي ــمد]

بسم الله الرحمان الرحيم

القيادة في مجتماعتنا العربية ونزعة السلطة والزعامة والمسؤولية لعبت برؤوس الكثيرين فأوردتهم موارد لا يعلمها إلا الله عز وجل

كثيرا ما نرى أناسا وشخصيات لهم من العلم والنفوذ والهيبة ولهم من مؤهلات القيادة ما شاء الله

لكنهم يعزفون عن ذلك

عرفت شخصا له من المعلم والوجاهة ما يمكنه على أقل تقدير أن ينال منصب المستشار الأول لدى الدولة في الشؤون الاقتصادية

وفي بعض الأحيان كنت أتساءل لماذا لا يتقدم هذا الشخص وينتزع هذه المكانة التي يستحقها بإجماع القاصي والداني ينتزعها من بين أيدي من لا يستحقها ينتزعها من بين أيدي من يخربون الاقتصاد الجزائري بدعوى الإصلاح والتنمية

لكن هذا الشخص يكتفي فقط بالتعليم وتخريج الطلبة

بعد مدة ليست بالقصيرة فهمت مغزى ما يفعله هذا الشخص وهذا بعد اطلاعي على أحد مؤلفات المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله وطيب الله ثراه.

مكانة هذا الشخص بعيدا عن مركز مسؤولية أكبر من مكانته داخل مركز مسؤولية

كيف؟ إذا خرج هذا الشخص من كل دفعة 10-15 شخص صالحين سليمي التفكير والمنهج لهم قاعدة متينة في العلوم الإقتصادية وعلوم إدارة الأعمال أفضل من حمر النعم ومن مركز مسؤولية يجر له المشاكل

بالإضافة إلى أن مركز المسؤولية يحد من نشاط هذا الشخص ويشل حركته ويضع مستوى تفكيره في إطار محدود

وعليه أربط موضوعي هذا بالموضوع السابق "قطرات الماء"

بالله عليكم من أكثر فعالية

التغيير من منطلق مركز المسؤولية: شامل وسريع ولكن نتاجه على المستوى المتوسط؟ او التغيير من منطلق ما يفعله هذا الشخص: وهو تغيير بطيء على المدى الطويل أو دعوني أقول "مستدام"؟

أجيبكم انا ثم أرجو أن تساهموا بآراءكم وتدخلاتكم

في نظري التغيير الحاصل عن طريق مركز المسؤولية ولو كان شاملا وعاما إلا انه محدود لأنه يزول بزوال الشخص من مكانه

أما ما يفعله هذا الشخص فهو تربية وتخريج أجيال هو يزرع المعتقد وينمي الفكرة وهو يرسخ المنهج ويصنع طريقا نحو التغيير فهو يستهدف الإنسان ويستهدف الفرد


يسألني آخر ويقول لي إذا لم ينتفض امثال هؤلاء لاحتلال مراكز المسؤواية والامساك بلجام التغيير فمن سيتقدم وينال هذه المراكز؟

وهذا السؤال لن اجيب عنه بل ساترك الإجابة لكم.

كتبه اخوكم محـ العاصيمي ــمد
في 27 من شهر ذي القعدة لسنة 1431 هجرية
الموافق لـ 04 من شهر نوفمبر 2010