الإمبراطورية الأمريكية التوسعية المُنهكة على وشك الزوال

[سندباد علي بابا]

أولا، أمريكا تنتشر على امتداد القارات الخمس بقواعدها العسكرية على اليابسة وفي الجزر والمحيطات لها قواعد عسكرية في أوروبا الغربية وأكبر قواعدها في ألمانيا وقي إيطاليا وفي تركيا وفي إفريقيا: في النيجر وفي مصر وفي القرن الإفريقي وفي الشرق الأوسط في العراق والكويت والبحرين والسعودية والأردن والكيان الصهيوني وفي آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا في باكستان وأذربيجان وأوزبكستان وتركمستان و الفلبين وتيلندا وفي القوقاز جورجيا وأرمينيا وقي أقصى شرق آسيا في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وعلى امتداد الجزر وفي أمريكا اللاتينية في هاييتي وكوبا والتشيلي من خلال حاملات الطائرات.

فهل ضاقت 80 بالمئة من اليابسة التي هي في حكم المُستعمرات لأمريكا حتى تأتي إلى الخاصرة الرخوة لروسيا في أوكرانيا؟

أمريكا موجودة في أقصى الكرة الأرضية من جهة الغرب في جهة الظلام أين تكون الشمس مشرقة في روسيا فمن الدي جاء بها إلى حدود روسيا الغربية؟

ثانيا، من الخطأ بمكان القول أن ما يجري من أحداث في أوكرانيا هي حرب بين روسيا وأوكرانيا في قارة أوروبا؟ لأن أوروبا أقصد أوروبا الغربية مثل ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال وبريطانيا بعيدة كل البعد جغرافيا عن ما يجري هناك، بل نقول أن الحرب القائمة الآن هي حرب على تخوم الحدود الروسية بل هي في تماس مع الحدود الروسية بل هي لا تبعد عن العاصمة موسكو إلا ببضعة كيلومترات وبضع ساعات وهي حرب بين أمريكا وروسيا وأن أمريكا تحاول إقحام أوروبا الغربية وكل أوروبا بإضافة أوروبا الشرقية باستثناء بيلاروسيا و جزء من السلاف الأوكران والروس من أوكرانيا الذين يرفضون حرب أمريكا على روسيا.

فمن الذي جاء بأوربا الغربية مثل: فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا لأوكرانيا من خلال الدعم العسكري وتوريد المرتزقة الأوروبيين والأمريكيين والأنجلوساكسونيين لأوكرانيا وأرض هذه الدول بعيدة كل البعد عن أراضي أوركرانيا وعلى أراضي روسيا؟

ثالثا، من الذي يجعل أمريكا تدعم النظام الأوكراني النازي في كييف والعمل على الضغط على حلفائها الغربيين لمساعدتها في دعم زلينسكي وزمرته وأمريكا وأغلبية دول الغرب أنجلوساكسونيين بينما الأوكران من السلاف كما هو الحال بالنسبة للروس وجزء كبير من مواطني أوكرانيا هم من الروس؟، فإذا كان الهدف إنساني نبيل وهو حماية شعب أوكرانيا السلافي والذي جزء كبير منه من الروس فلماذا أمريكا والغرب لا يساعد الفلسطينيين مثلاً في نضالهم العادل على الصهاينة منذ عام 1948 وحتى هذه اللحظة؟


وأمام هذه الوقائع الدامفة عن الاستفزاز والجبروب الأمريكي نحو روسيا فإننا نستنتج أن روسيا هي فقط تدافع عن نقسها وعن حقها في الوجود وعن مصيرها وأمنها القومي أمام هذا الهجوم الاستعماري الإمبريالي الغربي الذي يسعى لتدميرها وتقسيمها ونهب ثرواتها وقبل كل هذا إذلالها وإذلال شعبها.

فروسيا لم تذهب إلى حدود أوروبا الغربية مثل: ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا أو إيطاليا أو حتى أمريكا وكندا وأستراليا بل أمريكا ودول أوروبا الغربية مثل: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي من جاءت بالسلاح والصواريخ والمرتزقة على حدود روسيا "بأوكرانيا" بحيث لا تبعد هذه الأشياء إلا بنحو 100 كلم مربع عن العاصمة الروسية موسكو.

فهل من المعقول أن تبقى روسيا تتفرج على الوضع حتى يتم نصب رؤوس نووية أمريكية غربية على الحدود الروسية الأوكرانية بعد انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو؟
سلام