*** هذه ليست من شيم خصالنا ***

[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين ، اللهم صل عليه عدد ما نعلم وعدد مالا نعلم وعدد ما خط القلم ، وعدد ما أنعمت من نعم ، وعدد ما سبق به علمك ، وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
إن الأمم السابقة والحاضرة والمستقبلية لن تقوم لها قائمة إذا لم تتخذ الدين عقيدة و العلم نبراسا للحياة ، وكلما بعدت عن طريق الحق إلا وسقطت في مغبات أفعالها ، فتجازى بما فعلت أيديها وتتحصر على الأيام التي كانت فيها آمنة ، لما كان الخير يعم الكل والشر ينحصر بفئة معينة يشار إليها بالأصابع نست أوطانها ولجئت إلى أقوام لها مثل فعالها .
والهم الأكبر الذي يجعل الشعوب في حيوانيةهو عدم استخدام العقل و تغيب للإنسان إنسانيته ويصبح وحشا يقاتل من أجل العيش والبقاء لا غاية له ولا قواعد تحكمه إلا قواعد الغاب و ملذات الحياة إذا ما توفرت ، ويسعى جاهدا لتلبية كل رغباته ، دون الشعور بغيره من بني جنسه سواء كان فقيرا أو ضريرا مسكينا او عابر سبيل ، او فاقدا للأهلية (مجنون) أو له ذو احتياجات خاصة (معوق).
نعم أيها الأحبة ، نحن مسلمون ونعتز بأننا مسلمين ونحمد الله على ذلك ، وعلى أننا ولدنا ببلد مسلم ، إلا أن أفعال بعضنا تثير في النفس مرارة السنين لما كان أجدادنا و أبائنا تحت عدو مستدمر نفى أهل الأرض ثم عمرها بأناس كافرين ، ومن بقى ذله وأهانه جوعه وشرده الى آماكن يصعب العيش فيها ، لكن الله سلم وأراد الخير بهذا الشعب الخير والمضياف المسلم والمحترم الأبي وذا القلب النقي، أن وفقه في جمع صفوفه وأطلق الرصاصة الأولى في كل البلاد ، ومن الأوراس كان الذهاب والإياب ، فغدا شعبا ذا قوة تدرس ثورته في أغلب الأوطان التي تقدس الحرية والإنسان ، وضحى من أجل ذلك مليون ونصف المليون شهيد ، التي روت دمائهم الأرض وحفظ بها العرض ورفع الأذان وصل المسلمون وشكروا رب العالمين على الطمأنينة ونهاية مرارة السنين،إنها قرن ونصف والجوع يقطع أمعائهم وأبنائهم عراة ، وأبناء الفجار المستدمرين يعيثون فسادا ويتمتعون بكل شيئ بل كانت الخيرات كلها صادرة الى أروبا .
واليوم أيها الأحبة ماذا فعل أحفاد هؤلاء الأبطال، يبدوا أنهم نسوا ما ذكروا به فأصبحت غايتهم إشباع بطونهم، ويستعملون في ذلك كل الوسائل
للوصول الى الغاية التي تشبع رغباتهم ، والسؤال المطروح أين الروح النقية والنفس الغنية بالقوة الإيمانية ؟ أين حب المسلم للمسلم ، أين هي خصال الصالحين ، إنها ليست من شيم خصالنا ، لقد نسوا أن الموت حق وأن إرضاء الله والإخلاص له تجعل كف الرحمة تحيط بهم ولا يخصهم شيء حتى وإن أجتمع كل من في الأرض لإذلالهم أو إفقارهم أو أخذ قوتهم .
نعم أيها الأحبة لقد رأيت هذه الأيام ما لم يتوقع بالحسبان حيث أنك وأنت تتجول بالمدينة ترى العجب العجاب ، حيث الندرة مست الزيت والعام الفارط السميد ولسنا ندري قد يكون غدا الطماطم والسكر ولا تستبعد حتى الملح و ،و، و...الخ ، أي هم هذا انعدمت القناعة عند العباد فجرى بلهفة وراء لتــــر زيت يا سبحان الله وخزن منها وخزن واستغل التجار ذلك وأخذ القوى وترك الضعيف والضرير والمسكين ، كل هؤلاء يخشون أن لايأكلوا أم هي ثقافة جديدة اسمها أعيش أنا وأنت تموت ، يا سبحان الله وهل الموت إن جاءت ستشاورك يا مسكين فقد تكدسها وتموت وقد ارتكبت ذنبا ، فخذ حاجتك واترك للأخرين ، وابتعد عن مقولة نفسي نفسي ، ثم تكون بالصف الاول بالمسجد ، إتقي الله فإن الله يراك والعباد على فعالك من الشاهدين .
لا حول ولا قوة إلا بالله ، اللهم اهدنا أمرا رشدا اللهم ردنا الى الاسلام ردا جميلا ، اللهم من أراد بنا سوءا فاشغله في نفسه ، اللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم زدنا ايمانا وألحقنا بالصالحين، اللهم كن مع عبادك المسلمين المؤمنين المخلصين غير مغيرين ولا مبدلين ، اللهم حبب عبادك فيك وفي مابينهم ، اللهم هؤلاء عبادك قد أخطئوا ولطاعتك كانوا من المقصرين اللهم إرحمهم وأهدي قلبهم الى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب,