قال الحسن البصري: وقفت على بزاز (البزاز هو بائع الثياب ) بمكة ...أشتري منه ثوبا، فجعل يمدح ويحلف، فتركته وقلت: لا ينبغي الشراء من مثله، واشتريت من غيره،
ثم حججت بعد ذلك بسنتين، فوقفت عليه، فلم أسمعه يمدح ولا يحلف.
فقلت له: ألست الرجل الذي وقفت عليه منذ سنوات؟
قال: بلى.
قلت له: وأي شيء أخرجك إلى ما أرى؟ ما أراك تمدح ولا تحلف!
فقال: كانت لي امرأة إن جئتها بقليل نزرته (احتقرته)، وإن جئتها بكثير قللته، ثم ماتت،
فتزوجت امرأة بعدها، فإذا أردت الغدو إلى السوق أخذت بمجامع ثيابي ثم قالت: يا فلان! اتق الله ولا تطعمنا إلا طيبا، إن جئتنا بقليل كثرناه، وإن لم تأتنا بشيء أعناك بمغزلنا.
يا ترى ...هل مثلها موجودة في زماننا هذا ؟