محاولة لفهم حالة صمت الشعب الجزائري إزاء ما يجري من أحداث في بلده دون أن يحرك ساكنا ؟؟؟
.
صمت محير جدا ... هل صمت غالبية الشعب عمل تكتيكي أم حالة لامبالاة تحت شعار : " كما خرجت خرجت " ؟
صمت غالبية الشعب الجزائري إزاء ما يجري في الجزائر رغم خطورة الوضع ... هل ذلك يعني: أن الشعب قرر الإنتقام من النظام بسبب إعترافه باللغة الأمازيغية " تمازيغت " لغة رسمية دون أخذ مشورته ولو شكليا باستفتاء أو بتهيئته لقبول الأمر ... لأنه والله أعلم أنه إعتبر ذلك استخفاف من السلطة إتجاهه وأنه طعنة من طرف النظام في ظهره .
وهل قرار الإعتراف المتسرع "بتمازيغت" لغة رسمية يٌعد شرخا يكون قد قسم الشعب والمجتمع الجزائري إلى الأبد ؟
وهل باتت أغلبية الشعب تنظر إلى ما يجري أنه شيء لا يخصها " خاطيني " بعد أن همشت في قضية مصيرية مثل ترسيم لهجة "تمازيغت" لتكون اللغة الثانية في البلد وعلى أنه صراع بين النظام و مجموعة الفرانكو بربريست التابعة للأجندة الفرنسية في الجزائر والتشفي في الطرفين وبخاصة النظام ؟
وهل أغلبية الشعب الجزائري لا تريد التدخل في القضية حتى يصفي النظام حساباته مع أقلية فرنسا أو العكس وبعدها لكل حادث حديث ؟ أم أنه أي أغلبية الشعب الصامتة المتضررة من قرار ترسيم "تمازيغت" تريد وضعا جديدا أو حقوقا يعتقد أنه لطالما تنازل عنها طيلة العقود الماضية من تاريخ أمتنا القُطرية لتلك الأقلية الإستئصالية العرقية (التي استأثرت كل شيء بدءا بالثرةو وليس انتهاء بالسلطة ) رغم أحقيته هو بها وليس تلك الأقلية ؟
النظام في هذا الوقت بالذات وبعد الذي جرى لا يريد أن يخسر قطاعا واسعا من الأمازيغ (وليس القبائل وحدههم ) حتى يستدرك الوضع أو حتى يلمح لإمكانية إجراء ما جديد قد يكون متعلقا بترسيم هذه اللهجة جهويا (تدريسها جهويا في مناطق الأمازيغ فقط) ولو كان الهدف في عذه الأثناء انتخابيا شعبويا أو سياساويا أي بيع كلام ( لأنه تفرت) كما أنه لا يستطيع اليوم إستمالة الغالبية من الشعب الذي تضرر من هذا القرار المتسرع غير المدروس ... الذي أحبط نفسية الملايين من هؤلاء ... والذين اعتبروا "جرأة" النظام في تمرير القرار دون العودة إليهم ولو بصورة شكلية هو إهانة لهم ... وتقزيم لدورهم بل وإلغاء لوجودهم .
أعتقد شخصيا والله أعلم أن قرار ترسيم " تمازيغت " يكون هو أهم وأكبر سبب( هناك أسباب كثيرة داخلية وخارجية ) لما جرى ... ويجري اليوم ... من شعب أو أغلبية عهدناها طوال تاريخ الجزائر القديم والحديث وقوفها إلى جانب دولتها مهما كانت الظروف ...والذي فجأة يتخلى اليوم عن هذا الدور ...