ضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين
وضع قليلا من العقل على قلبك كي يستقيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يظن البعض أنه يوجد ضدان فقط في سلوك المرء، يعني سلوك العاطفة، وسلوك العقل.
بل هناك سؤال، أو بالأحرى:
فأيهما الذي يتحكّم في قرارتِنا ويسيِّر أُمورنا؟
يرى من ا لبعض أن مَن تغلب السلوك العاطفي عنده اكثر من سلوك العقل فياخذ قرارته بناءً على ما يشعر به. عندئذ يُقالُ أنّه "إنسانٌ عاطفي".
ومن يرجّح سلوك العقل تراهُ يسيِّر أموره وِفق ما يمليه عليه عقله فلابد أنّ وسطه الاجتماعي من تسميته على أنّه "إنسانٌ عقلاني".
ولا يتفطن القوم إلى طرفٍ آخر، ولعلّنا نعتبره الجزء المتبقي من قسمتنا تلك؛ وهوالذي يأخذ بما يشعر به عاطفيًا، وكذلك ما يمليه عليه عقله.
فيكون إنسانًا متوسط العقلِ والعاطفة.
لأجل ذلك أن المجتمع قد يحكم على الإنسان العاطفي على أنه ضعيف، كما يحكم علي الإنساني العقلاني على أنه بلا رحمة.
بينما الطرف الذي يأخذ بالعقل والعاطفة والذي سميته بـ "متوسط العقلِ والعاطفة"، فذلك الذي له ثقة بنفسه ويستطيع ان يتخذ القرار الصائب، وربما يحصل على ما يريد أكثر من العقلاني وكذلك العاطفي، لأنه جمع بين الضدين المتكاملين العقل والعاطفة.
ولنقرأ قوله تعالى الآية 179 من سورة الأعراف: " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون".
وكذلك نبحر في قوله جلّ في عُلاه: " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" الآية 46 من سورة الحج.
وقد يجوز لى أن أعد العقل والعاطفة للحياة، كالسكر والملح للطعام.
وعلى الطباخ الماهر أن يعرفَ متى يستعمل السكر وحده، أو المِلح دونه، ومتى يجمع نقيضهما؟
والذي فقد حاسة أو طعم التذوق فهو لا يفرّق بين ملحِ الطعام وسكّره، فاختلطت حياته فاخرجت له مزيجًا بلا طعمٍ، دأبه والذي يعرف متى يُحكّم قلبه، ومتى يسلّم قيادة الأمر إلى العقل.
فإن ليونة العقل واستقامة القلب لا يأتي أُكلها إلاّ عندما يستطيع المرء بالإمساكِ بحبل العقل في يمينه، و بلجام العاطفة بشماله، يرخي أحدُهما ويشدّ الآخر، حتى لا تزل قدمه في وحل الإضطراب، قد ينتهي به المطاف إلى فج بلا قرار.
بل أنهم قالوا: أن بين العاطفة والعقل توجد شتى من العوائق، حواجز سدٍّ تحول دون التحامهما وتشابكهما، والانسان على قصر عمره عليه أن يعمل فأسه ليهدم تلك الأسوار والحواجز التي بين العقل والعاطفة حجرًا حجرًا، فإن وجد لذلك سبيلا، فإن ما فعله سيجني من وراء ذلك أنه يجعل كيانًا يتعانق البحر مع اليابسة فتندى تلك الارض، ويصبح جفافها نسيمًا لدوحة وارفة الظلال، تعمّ بالسكينة والرخاء
والسلام
أرجو من أختي/ نسمة الصفاء أن تقبلها كمشاركة، ولَها جزيل الشكر مسبقً