يقــول: تستــري...فتقــل: غض بصرك

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يتضمّن هذا الموضوعُ قضيّتين محكومٌ فيهما بأمرٍ من الله تعالى
الذي أمرنا -دون استثناءِ أحد الجنسين- بغضّ البصر عن العورات والمحرّماتِ في مثلِ قوله تعالى:
( قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) (النّور: 30)



مثلما أمرَ النّساء المسلِمات بالتستُّر أمامَ الأجانبِ من خلالِ تحجُّبِهنّ.

وهو القائلُ جلّ وعلا:
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59
وفي كِلْتا الحالتين علينا أن نمتثل لأمرِ الله دون حاجتِنا لإجراءِ أيّ مقارنةٍ حتى لا نفتحَ البابَ لدخول بعضهم ممّن يتحجّجون بأسبابٍ يجدون فيها ملاذاً لجدالٍ تُتخمُه الاتّهامات المتبادَلة

كأن يقول بعضهم : كيف لنا أن نغُضَّ أبصارَنا ونحن مُحاطونَ بزحفِ العُرْيِ والسُّفور!!

أو/ هناك من يكاد أن يُبيح للشاب المسكين الذي لم يتمكّن من الزّواج -بالنَّظر لما حرَّم الله عليه من الجنسِ الآخر-

فيُلقي بذلك كلّ اللّوم على النّساء ليعذر نفسه التي لم يجتهِد في تهذيبِها.

أو قد تتحجّج من لا ترتدي الحجاب بقولها: هناك من لا يغضُّ بصره حتّى على من تستّرَت في جلبابها!



فالقضيّة ليست قضيّة من مِنَ الطّرفين المُخطئ أو المستحقّ لأن يُلام
لأنّه لا فائدةَ في أن يتّهمَ أحد الأطراف الطّرفَ الآخرَ في كونه السّبب في جَرِّه لأيٍّ من المعاصي..بلِ الأجدر لكلِّ شخصٍ منّا أن يُصْلِحَ من نفسِه، ويمتثِل لحُكم اللهِ

وخُلاصة القول بنظري: أنّه لا عُذْرَ -في تهاوُنِ- أيٍّ من الجنسين سواء في أمر غضّ البصَر أو في أمْرِ تستُّرِ المرأة بارتدائِها الحجاب الذي يصونُها من أعيُن الأجانبِ عنها.


اللهمَّ اهدِنا واسترنا واعفُ عنّا،
واجعلنا ممّن يستمعون القولَ فيتّبعونَ أحسنَه