بين الذبابة والعنكبوت !

[أثر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كوب حليب بارد لعله ما يلزمني في هذا الجو الحاآر
كبرت على كل شيء الا شرب الحليب باردا أوساخنا

لفت نظري ذبابة على زجاج النافذة يجاورها ببضع سنتمترات عنكبوت صغير
إنها معركة الحياة قد انطلقت حين بثت الروح في كليهما
حدثت نفسي ان الذبابة المسكينة ستموت قريبا غاضتني نهايتها
وتذكرت انها مرارا وتكرارا ازعجتني وهي تصدر صوت جناحيها المزعج
ما ذنبها ان كان الله خلقها لتطير ؟ أفكان يعجبني ان ينزعج الناس من طيراني لو ان لي جناحان؟ !
في صغري حلمت دوما ان لي جناحان أطير بهما مثل الفراشات

وكم كان يرقص قلبي فرحا وأنا اشاهد السنونوات تفرد جناحيها في الأفق والريح تحملها يمنة ويسرة وكم رجوت لو أني معها هناك بعيدا عن كل شي
فما لي اليوم أبث انزعاجي لشيء حلمت به طويلا
ما اغربنا نحن البشر !

وعدت لأرى مصير الذبابة بعد أن سهوت للحظات
فما وجدت شيئا تغير
فكرت في طرد ذلك العنكبوت فرحت أتخيله يخاطبني : أبعد كل ترقبي لها وبعد أن صرت قريبا جدا من طعامي تحرميني يا أثر ؟ أأنت خير من رب العالمين الذي ساقها لي طعاما يقيم عظامي فلا أموت ؟
ورحت اتخيل الذبابة تنسج أحلامها الوردية تبني بيتها وتكون أما صالحة لبنين وبنات كثر
ترعى بيتها الزوجي بكل الحب
ولعلها هي الاخرى جائعة جدا وخرجت كي تُسكت صوت بطنها وما علمت أن ذلك هو حتفها !

حق لها أن تعيش وحق كذلك للعنكبوت أن يلتهمها ايضا

كلما وضعت نفسي في مكان احدهما أعطيته الحق
ولكي لا أظلم ايا منهما
قررت ان ادع الميدان حكما وقاضيا
وسهوت مجددا مع كل هذا ثم استدرت لأرى نتيجة ذلك كله
.
.
.
.
.
.
.
.
فوجدت الزجاج فارغا !