نداء إلى أساتذة الجامعة الجزائرية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى أساتذة التعليم العالي و البحث العلمي > مسابقات توظيف الأساتذة المساعدين و الباحثين الدائمين

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نداء إلى أساتذة الجامعة الجزائرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-02-27, 22:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن المغرب الأوسط
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي نداء إلى أساتذة الجامعة الجزائرية

زملائي أساتذة التعليم العالي الأجلاء، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،


إن الهدف من هذا النداء هو تذكيركم بالدور الذي ينبغي أن تضطلعوا به في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن. ففي الأوقات الحرجة تتطلع الأمم إلى

الطليعة الواعية من ابنائها، أولئك الذين نذروا حياتهم للعلم و الفكر، حتى يقودوا مجتمعاتهم نحو الرقي الثقافي و المادي. إن الأمة الجزائرية كانت و ما

تزال، و ستبقى أبدا في حاجة إلى أفكار و جهود المثقفين من ابنائها، تلتمس نورا و طريقا نحو الأفضل في كل زمان. إلا أنها لن تنتظر إلى الأبد بل

ستمضي في مسارها، مسترشدة بالأهداف السامية التي تنشدها فطرة الإنسان، لكنها قد تسلك الطريق الاصعب، أو الأطول، بل قد تسلك الطريق الخطأ

رغم طيب النوايا و نبل الأهداف. هنا تحديدا يتجلى الدور المحوري لأهل الفكر و الثقافة، الأعمق وعيا و الأبعد رؤية.


لقد قرر شباب الأمة إحداث القطيعة مع منظومة الاستبداد و الفساد التي جثمت على صدور أجيال ما بعد الاستقلال. و ما ذلك إلا بسبب الاضرار الفادحة

التي ألحقتها ممارسات النظام السياسي القائم بالمجتمع، مؤسسات و أفراد. بما في ذلك الجامعة و الاستاذ و الطالب.

إن الاحتجاجات البطولية التي نظمها الطلبة تعكس حجم الأذى الذي لحق بهم باعتبارهم طلبة علم في ظل التسيير العشوائي للتعليم العالي، بل النية المبيتة

لتدمير منظومة التعليم بشكل نهائي. و ما تذيل الجامعة الجزائرية لترتيب الجامعات، و الصراعات العمودية و الأفقية داخل المؤسسات التي تقف

عائقا أمام الأداء الطبيعي للاستاذ و الطالب، إلا بعض مقدمات انهيار الجامعة الوطنية.



إن الانهيار قد وقع بالفعل في نظرة المجتمع إلى الجامعة، مؤسسة و أفرادا. فبدلا من اعتبارها هيئة لتخريج العلماء و المثقفين باتت تعتبر مصنعا لتخريج

البطالين ممن لا مكان لهم في ساحة الفكر و لا في سوق العمل. صار الاستاذ بدوره عرضة للإهانة الصريحة و الضمنية، تارة بواسطة قرارات إدارية

تعسفية، و تارة أخرى من خلال الممارسات التي تصدر عن بعض زملاء المهنة ممن وقعوا في شباك المنظومة الأخلاقية الفائدة التي تشجع عليها الأقلية

المتنفذة في مؤسسات الدولة. و التي أساءت إلى صورة الجامعة و قدحت في نزاهة الاستاذ.

الاساتذة الأجلاء في عموم الوطن أنتم مدعوون اليوم لتعبروا عن دعمكم للحراك الشعبي، و تعلنوا تأييدكم لمطالب أبناء الأمة الثائرة التي تتأهب لتوجيه

ضربة ماحقة لنظام الفساد و الاستبداد. إنكم تعلمون أن تطلعات الشباب المنتفض لم و لا يمكن أن تتلخص في استبدال شخص أو مجموعة اشخاص، ذلك

أن أمتنا لا تقل نبلا عن الأمم الأخرى حتى تكون أهداف انتفاضتها أوضع من أهداف ثورات غيرها من الأمم. لا يليق بالرائد أن يكذب أهله، و لا بالمثقف

أن يخون شعبه، فليس هنالك فرد يستحق أن يثور شعب ضده، بل الثورات تقوم ضد المجموعات و ضد المؤسسات. هذه حقائق مستقرة في لا وعي الأمة

لكنها تحتاج إلى أن تخرج إلى وضح النهار، أن توضع أمام أعين الثائرين، و أن ترفع في وجوه الطغمة الفاسدة.



لقد فاجأتنا الأحداث ثم فاجأنا تسارعها و زيادة زخمها، لكن ليس لأنها لم تكن متوقعة أو منتظرة، أو حتى مرغوبا فيها. بل المفاجأة تمثلت في بداية تحقق ما

حلمنا و حلمت أجيال به قبلنا، و هو أمر كان يخيل إلينا أحيانا أنه ضرب من المستحيل. إننا اليوم مطالبون بالتعجيل في الانخراط في صفوف الأمة الثائرة،

و إلا لقينا مصير من تجاوزته الأحداث، و إلا حرمت الأمة من رافد هام من روافد تقدمها، و تعرضت مسيرتها التحررية إلى أخطار الانحراف و الوقوع

في حبائل السياسيين الانتهازيين، الذين لا يتوانون عن اتخاذ النضال الشعبي وسيلة لابتزاز بعضهم البعض في سبيل اعتبارات شخصية تافهة.



إن طرق المشاركة في النضال الشعبي متنوعة و منها توقيع العرائض الموجهة إلى النظام، هدفها مباركة العمل الشعبي الميداني، و التأكيد على القيم

السامية التي تسعى إليها الأمة، ممثلة في الحرية و المساواة و المشاركة السياسية الحقيقية و العدالة الاجتماعية، و وضع حد للهيمنة الخارجية و التبعية

للقوى الغربية. تنظيم الوقفات الاحتجاجية بشكل دوري و المشاركة في احتجاجات الطلبة. تخصيص حيز زمني للتثقيف السياسي للطلبة، و غرس روح

النضال و القيم الديمقراطية في أذهانهم. العمل على إذابة الحواجز المعنوية بين الاساتذة، و بين الأساتذة و الطلبة في سبيل توحيد الصف باعتبارها خطوة

لا مفر منها إذا أردنا إنجاح الهبة الوطنية، و تبليغها أهدافها النبيلة.


إننا اليوم نقف عند منعطف حاسم من تاريخ بلدنا، و أمام العزم المتجدد الذي يبديه الشباب على انتزاع حقوقه السياسية و الاقتصادية، يتضح أن أفضل

الخيارات، و أرضاها لضمائرنا، هو أن نعبر مرة أخرى عن ولائنا للأمة و الوطن، و نعلن دعمنا الصريح لنضال إخوتنا و ابنائنا الثائرين، فثورتهم هي

ثورتنا و انتصارهم هو انتصارنا.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc