🌸قـَال و قَـالت 🌸 ( 4)🌸

[هبة الله الرحمن]

وتبقى تَقول وهُو يُبَرر... ويَبْقى يَقول وهِي تُدافع ..(4)


قَال وَقَالت



قَال:
سَأصاب بِحُمى الإكْتِئاب مِن كَثْرت الهُموم و الأتعاب ..
قَالت :
أي هَم وتَعب ألَم بِك وأنْت فِي عِز الشَباب...؟
قَال :
أريد التَخلُص مِن الشُعور بالوَحدة...
والدخول مِن ذاك البَاب مِثْل كُل الأصْحاب...
قَالت :
باب البيت مَفتوحا مُنذ وِلادتُك.. يَحتضنُك فِي كُل الصِعاب...
فأفْصح .. مَا بِك يَا قُرة العين والقَلب ؟
وجِد لِـ جَواب مُقْنِع دون خَلقِ الأسْباب .....
قَال :
حُضْنك لَا يُعوضه إنْسَان ..
وفِي أيامُنا هَذه...
اجتاحتها الفِتن والشَهوات فِي ظل نُقص الإيْمان...
والصُمود لها لَيس بأمر هَين ..
مَع هوى النَفْس ووسوسة الشَيطان .....
ورأيت التَصدي لَها.. لا يَكون إلا بِامرأة صَالحة...
تُهديني الدِفء و السَكن وأُهدِيها الأمن والأمان ..
فَأصُون دِيني وعَرضي واتبِع سنة المُصْطفى خَليل الرَحْمان...
قَالت :
إن صَدق كلامك هذا ..
فقد أفرحتني فرحةً تُنِير بها ظُلمة قَلبٍ حَيْران ..
و ان أردت مَشُورتِي ..أقْصد بِنْتُ فُلان
أبوها صَاحب شَركة ..وهِي ذَات مَنْصب في شركة الطيَران...
أم أخْطُب لك جَمِيلة ومُوظفة في شَركة متعددة الخدمات...
بِنت أحد الجِيران...
قَال :
...أيُ مَنْصِب هَذا و أيُ جِيران... !!! ...
أين المُعَلمة والطبيبة في قَائمتك السِحرية أمْ لَيس لَها مَكان ؟؟
فوظِيفتهن رَاقية لَم تَتغير عَبر الازْمان...
أم غَوتكِ مَناصِب هَؤلاء وأنهُن مِن الأعْيان......
ومَن قَال أريد زَوجة مُوظفة تَتْرك قَصْرها المرصع بالدفء والحنان…
وتَذهب للعْمل لجَني المال ..
أرِيد رَفيقة دَربي ... أنْثى ذات خُلقٍ و دين...
جَميلة أنِيقة... تَسُرنِي لا تسُر النَاظِرين
صَبورة غَيُورة... تُشاركُني الحَياة بِحُلوها ومُرها وكُلها يَقين...
مُتزَينة بالحياء والعَفاف... تَحفظني في غِيابي ولا تُقَلل قيمتي أمام الآخرين
تَقِية تُعِينني على فِعل الخيرات من صدقة و بِر و احسان... وصِلة الرحِم ورِضا الوَالدين ..
تُشَاركُني الصِيام والقِيام وتِلاوة القُرآن مِن حِينٍ إلى حِين...
تُربي أولادي وتُنشِئهم عَلى الطَاعات ...تَغْرس فِيهم الحُب والعَمل والاحترام لِيَكُونوا من الصَالِحِين ...
أيُعْجِبك اخْتياري يَا أجْمَل حَرفَين ..؟
قَالت:
نِعْمة الاخْتيار...فَضلتَ سَبيل الهُدى الآمِين ..
على اتباع سَبيل الغافِلين المُنْتهِزِين...
و تسْعي بِهَذا التَفْكير لِنَيل دَرجة فِي الدَارين ...
فَبارك فِي خُطاك رَب العَالمِين





ا.س.و