شروح الأحاديث - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شروح الأحاديث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-07-14, 16:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف تجرأ شيطان على الاقتراب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخاف من عمر رضي الله عنه ؟

السؤال :

أريد توضيح النقطة التالية كيف تجرأ شيطان على الاقتراب من رسول الله وهو يخاف من عمر رضي الله عنه ؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور في فضل عمر رضي الله عنه صحيح متفق عليه ، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :" (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ ) . رواه البخاري (3294) ، ومسلم (2396) .

وليس من شك أن حال النبي صلى الله عليه وسلم أكمل وأعلى وأجل من حال عمر رضي الله عنه ، وقد أمكن الله تعالى نبيه الأمين من شيطانه ، وأقدره عليه ، فأسلم ، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم من شره وأذاه .

قال ابن القيم رحمه الله في "طريق الهجرتين" (ص228) :

" ولهذا كان حالُ النبي صلى الله عليه وسلم في قهره قرينه ، حتى انقاد وأَسلم له ، فلم يكن يأْمره إلا بخير : أكملَ من حال عمر ؛ حيث كان الشيطان إذا رآه يفر منه ، وكان إذا سلك فجا سلك ، غير فجه.

وبهذا خرج الجواب عن السؤال المشهور ، وهو: كيف لا يقف الشيطان لعمر ، بل يفر منه، ومع هذا قد تفلَّت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتعرض له وهو في الصلاة ، وأَراد أن يقطع عليه الصلاة؟ ومعلوم أن حال الرسول أكمل وأقوى ؟

والجواب : ما ذكرناه ؛ أَن شيطان عمر كان يفر منه ، فلا يقدر أحدهما على قهر صاحبه، وأَما الشيطان الذى تعرض للنبي صلى الله عليه وسلم : فقد أخذه وأسره ، وجعله في قبضته كالأَسير.

وأَين من يهرب منه عدوه ، فلا يظفر به ، إلى من يظفر بعدوه ، فيجعله في أَسره وتحت يده وقبضته ؟!". انتهى .

وهناك توجيه آخر ذكره الكلاباذي في "بحر الفوائد" (ص213) قال :

" ويجوز أن يكون الشيطان كان يخاف عمر ، ولا يخاف النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لو خاف النبي صلى الله عليه وسلم لم يخل خوفه منه وهيبته إياه من أحد وجهين : إما خوف إجلال وتعظيم ، وهو فضيله

والشيطان أبعد شيء من الفضائل ، أو يكون خوف عقوبة يحلها به ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعاجل بالعقوبة استخفافا به ، وقلة مبالاة ، إذ لم يكن صلى الله عليه وسلم يخاف فتنته

ولا يهاب وسوسته ، وقد أيس الشيطان من ذلك ، فلا يوسوس إليه ، ولا يقرب منه ، وأمن عقوبته ، فلم يهبه اغترارا به ، وأمنًا من مكر الله ، وهما من صفاته ، أعني الاغترار بالله ، وأمن مكره .

وأما عمر رضي الله عنه فإنه كان يخاف الشيطانَ أن يفتنه ، ويوسوس إليه ، فكان يناصبه ، ويستعد له ، ويُنصر عليه ، فكان الشيطان يخافه لاستعداده له ، ومناصبته إياه ، فكان يترك فجه ، وسبيله حذرا منه .

وأما النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يبالي به ، ولا يتفكر فيه ، استخفافا به ، واستصغارا له ، كأنه ليس بشيء...

ألا ترى إلى ما روي في الحديث : ( إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله حصاص ) ، هذا فيمن لم يقصد ، فكيف بمن يقصد له ، ذاكرا لله ، مستعيذا به منه .

غير أن الأنبياء عليهم السلام ، والأكابر ممن دونهم لا يبالونه ، ولا يتفكرون فيه ، فهو يأمنهم اغترارا بالله ، فيدنو منهم يروم منهم ما يروم من غيرهم فلا يضرهم ، يضر نفسه ، كمثل الفراش يأمن النار فيدنو منها فيحرق نفسه ". انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسلة الحديث وعلومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc