دخلت إلى الحانوت لشراء بعض الحاجيات. كان خيالها في مجال بصري. تركيزي على علبة الزبادي في الثلاجة لم يثنني عن ملاحظة التفاتها. كانت تنظر إلى الأعلى ثم تلتفت اتجاهي. تمكنت من علبة الزبادي ثم نظرت اتجاهها, تقطع قلبي. ذهبت إليها وانا أقول :"تريدينها؟ سأساعدك لا عليك". سحبت الغرض من الرف العلوي وأعطيته لها وهي تتبسم وقلبي يكاد ينفجر حزنا. شكرا العفو. ظلت تبتسم وظل قلبي يعتصر ألما واضطرابا. خرجت من الحانوت ومشاعري مضطربة. أهو درس لي؟ لأحمد الله على مافي من نعم؟ أم هو اختبار لي كيف أظن بحكمة الله؟ أهو ظن السوء؟ أم هو زيادة حقد في قلبي على من أنعم الله عليهن فكفرن بنعمه وعصينه؟ كانت فتاة شابة, صغيرة السن. شاب وجهها الصغير تشوه خلقي, اذ يميل أحد تقاسيم الوجه عن موضعه وكأن جزءا من وجهها يوشك على الوقوع من مكانه. ذلك المنظر مع ابتسامتها حطمني....لا أجد ما أقول في هذه اللحظة.....