~العنوان الضائع~ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

~العنوان الضائع~

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل اعجبك موضوع العنوان الضائع وهل تدعمه؟
نعم اعجبني وادعمه 52 98.11%
لم يعجبني ولا ادعمه 1 1.89%
المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-06-08, 20:02   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
صابر 2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية صابر 2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في نهاية المطاف
لطالما كان أحمد يحلم بتكوين أسرة سعيدة وإنجاب أولاد و تربيتهم
على أحسن ما يكون، ليعوض الحرمان الذي عاشه وحيدا يتيما منذ صغره
و بالفعل بعد عودته إلى مسقط رأسه إثر تجوال طويل طاف به عديد المدن يعمل
في كل ما أمكنه العمل فيه، جمع مبلغا محترما من المال وأنشأ دكانا و استصلح
بيتهم القديم وتزوج وأنجب ولدين، صبري و أمين

لم يبخل عليهما بشيئ من أكل ولباس و ألعاب و زيارة للبحر أيام الصيف، إلا أنه لم يكن قريبا منهما بما يكفي وطغت الشدة
في معاملته لهما لأنه حسب رأيه الشدة تصنع الرجال، فكانت هناك فجوة بينهما وبينه، يحبانه لكنهما يخافانه بل يرتعدان خوفا،
لأنهم سيعاقبان إن أخطآ .... ربما كان افتقاده لحنان الأم صغيرا أثر في معاملته لابنيه فكان يعنفهما إذا صادفهما في حضن والدتهما
أو يتسامران معها، فما هكذا تكون الرجولة، يقول أحمد.

و بدأ المنعطف مع وصول أكبر الأبناء صبري إلى المرحلة الثانوية فسيضطر للدراسة في مدينة أخرى لأن مدينتهم ليس بها ثانوية،
سيدرس عند خالته، بدأ صبري يرى نفسه رجلا، مستقلا، حرا ... وبدأ التمرد خصوصا مع شلة السوء التي التم بها، في أيام عطلة
نهاية الأسبوع كان الصوت الحاد و الخلاف بين صبري و والده يطغى على المشهد، في الوقت الذي كانت في الأم من الضعف بما كان
فليس لها رأي مع رأي زوجها، كانت تقف بينهما فهي مع حرص زوجها على ابنه حيث كان ينصحه بالالتزام بدراسته والابتعاد عن شلة السوء،
و في الوقت نفسه كانت مع ابنها في عدم القسوة عليه و اعتباره شابا ....

انتهى العام الدراسي وقد أعاد صبري السنة لأول مرة في مشواره التعليمي، و بدأت الأبناء تصل الأم عبر أختها التي يدرس عندها صبري
بأنه يُرافق شلة سوء و أن أخلاقه في تدهور رهيب، بل حتى أن طفلها الصغير شاهده يدخن
بدأت حيرة الأم، تعرف عصبية زوجها و أنها يمكن أن تدمر ابنها إن هي أخبرته، كما أنها لا تستطيع الصمت و السكوت ....
أذعنت وأخبرت زوجها ... حدثت المواجهة، اضطر أحمد لضرب صبري ضربا مبرحا، غادر صبري المنزل و هام عل وجهه و قد ترك
دراسته و سافر لمدينة أخرى ولم يُعرف عنه شيئ ...، أحمد تعرض لصدمة قوية و ارتفع ضغطه و أصيب بشلل و في لمح البصر انهارت
هذه الأسرة بشكل متسارع، أما عن أصغر الأبناء فقد كان مريضا يعيش في عزلة لا حول له ولا قوة ولا رأي في المنزل

بعد مدة ليست بالطويلة تمكن الأقارب من الوصول إلى صبري في مدينة أخرى حيث كان يعمل يوما و يترك العمل أياما أخرى، عاد نادما
يحس أنه سبب مرض أبيه، قرر أن يتحمل المسؤولية و فتح دكان أبيه من جديد وتعلم بسرعة فائقة أصول العمل و بدأ يصرف على المنزل،
وأخذ في علاج والده شيئا فشيئا كما أنه واصل دراسته عن بُعد و أخذ البكالوريا و تخصص في التجارة ووسع عملهم، كما أخذ أحمد بالتماثل
للشفاء وهو فخور بابنه صبري


في نهاية المطاف

أدرك الأب أن ابنه رجل و يتحمل المسؤولية فعلا وإن كان أخطأ سابقا، أدرك أن الخطأ خطأه إذ كان لا بد منه أن يصادق ابنه ويقترب منه
و يتفهمه لا أن يقسو عليه و يجافيه

في نهاية المطاف
أدرك الابن صبري أن والده إنما كان يقسو عليه خوفا وحبا لا كرها، لأنه ومن تجربته كان يرى في الشدة حزما لا بد منه، وأن خلف جدار
القسوة أنهارا من الحب، خصوصا عندما تزوج صبري و أنجب أبناءً حينها أدرك معنى الخوف على الابن من نسمة الهواء حتى ....


العنوان الضائع: في وسط الطريق









رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc