- ثم أراه الله بعض المعجزات فأمره أن يلقي عصاه على الأرض فانقلبت حية .. وأن يدخل يده في جيبه فخرجت بيضاء .. ثم قال له اذهب بهاتين المعجزتين إلى فرعون لعله يتذكر أو يخشى .. فقد جاوز الحد في الطغيان والفساد
.. وأرسل مع موسى أخاه هارون كما قال تعالى : ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى - قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علنا أو أن يطغى- قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى - فأتياه فقولا إنّا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ) طه / 43- 47 .
- ذهب موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون وبلّغاه الرسالة.. وسأل فرعون موسى .. (قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ) الشعراء /23.
- ثم طلب فرعون من موسى آية تشهد بصدقه .. ( قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين - فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين - ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ) الأعراف / 106 - 108 .
- فلما رأى فرعون وحاشيته ذلك اتهموا موسى بالسحر .. ثم جمعوا له السحرة .. ودفعوا لهم الأجر الجزيل .. وجُمع الناس يوم الزينة .. فألقى السحرة حبالهم وعصيهم .. ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) الأعراف /116.
- ثم نصر الله موسى على السحرة و بطل كيدهم وآمن السحرة برب العالمين .. ( وأوحينا إلى موسى أن الق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين - رب موسى وهارون ) الأعراف / 117 -122 .
- ولما آمن السحرة بالله .. قطع فرعون أيدي السحرة وأرجلهم من خلاف وصلبهم .. فصبروا ولم يبالوا بتهديده حتى لقوا الله مسلمين ..ثم أشار الأشراف بقتل موسى وقومه لئلا يفسدوا في الأرض فقتلوا الأبناء واستحيوا النساء.. فأوصى موسى بني إسرائيل بالصبر .. ثم ضاق فرعون بموسى فأتمر وقومه على قتله ..( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) غافر/26 .
- وحينما كانوا يفكرون في قتل موسى .. دفعت المروءة رجلاً مؤمناً من آل فرعون يكتم إيمانه فدافع عن موسى .. وقال إن كان كاذباً فلن يضرنا ..وإن كان صادقاً يصبكم بعض الذي يعدكم وتابع هذا الرجل نصح فرعون وقومه فلم يستجيبوا له .. ( قال ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) غافر/29 .
- وظل موسى يدعو فرعون وقومه بالموعظة الحسنة .. ولكن ما زادهم ذلك إلا علواً في الأرض وطغياناً وتعذيباً للمؤمنين .. فدعا عليهم موسى .. فعاقبهم الله بالجدب والقحط ونقص الثمرات لعلهم يذكرون .. ولكنهم لم يذعنوا بل استمروا في إجرامهم وطغيانهم .. فأصابهم الله بصنوف أخرى من المصائب لعلهم يرجعون .. ( وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين ) الأعراف / 132- 133.
- ولما ازداد طغيان فرعون .. جاء الأمر الإلهي بالفرج فأمر الله موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر سراً .. فلما علم فرعون جمع جيشاً كبيراً ليدرك موسى وقومه قبل أن يصلوا فلسطين .. وخرج فرعون وجنوده تاركين وراءهم البساتين والجنات والأموال ..
فأدركوا موسى وقومه مع شروق الشمس عند ساحل البحر الأحمر فنجى الله موسى وقومه .. وأغرق فرعون وجنوده كما قال تعالى : ( وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون - فأرسل فرعون في المدائن حاشرين - إن هؤلاء لشرذمة قليلون - وإنهم لنا لغائظون - وإنا لجميع حاذرون - فأخرجناهم من جنات وعيون -
وكنوز ومقام كريم - كذلك وأورثناها بني إسرائيل - فأتبعوهم مشرقين - فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون- قال كلا إن معي ربي سيهدين - فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم - وأزلفنا ثم الآخرين - وأنجينا موسى ومن معه أجمعين - ثم أغرقنا الآخرين - إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين - وإن ربك لهو العزيز الرحيم ) الشعراء/ 52 -68 .