اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوطه الجزائري
لحــــــظة فارقة وشعـــــور مميز .........
لو يتم الفصل فعلا ، ويبعد المحتجون من الأساتذة ، سيكون آخر مسمار يدق في نعش قطاع طال مرضه لعقود
، وظل يقاوم الأسقام إكلينيكيا ، فالمحتجون هم خيرة الأساتذة كفاءة ، وغالبيتهم يملكون خبرة طويلة ،
وهم يمثلون الجيل الذي ورث كل ماهو جميل عن الجيل الذهبي ، وهو الرابطة التي حالت ذون حدوث
طفرة بين جيلين مختلفين في كل شيء بفعل عوامل شتى ، وبذلك يسدل الستار على آخر حلقات الإسلاخ ،
وتتم المهمة بنجاح كبير .
اليوم سنتلقى قرارات الفصل ، وكنا نأمل ونحن على مقربة من التقاعد أن نكرم ولو بكلمات تعيد لنا
بشاشة النفوس وانشراح الصدور ، فنقابل بالإهانة أمام طلابنا الذين يزيد عددهم عن مدينة متوسطة السكان ،
هذا منتوجنا ونحن نفخر به ، ونلقى التقدير والإحترام والكلمة الطيبة منهم في كل زاوية وركن ، وهذا يكفينا .
في أسرنا يتساءل أبناءنا وهم متمدرسون عن جرمنا ، فنحرج ولا نجد إجابة ، ونحيدهم بطريقة ما
عن أن يحملوا فكرة أن الأستاذية عداء مع السلطة ، زوجاتنا خائفات عن حليب الأبناء وخبز الشعير ،
وعن معاملة بقالة الحي .
اليوم نخرج من قطاع قدمنا له الكثير ، ولو تحولت هذه الكلمات إلى شريط مصور
لتدخلت منظمات حقوقية لتنظر في الأمر ، لكن ليس لنا سوى رب يعوض ألمنا ويجزينا خير الجزاء .
لم أكن أتصور ، وأنا منهمك في عملي أن تكون هذه خاتمتي ، شعور فريد ، لم يسبق لي أن عشته ،
ذكرى عنيفة ، هزت كل كياني ، المحزن فيها أنها جاءت في أرذل العمر .
اليوم استرجعت ذكرياتي وأخرجت من حقيبتي القديمة صورا لمراسلات من فرنسا لإتمام دراستي
هناك في ذروة الإرهاب الأعمى 96 ، لكني إخترت الجزائر ، منحتني منصب متعاقد بالشهر في إبتدائية
أقطع مسافة 10 كلم مشيا على الأقدام حتى مالت أظافر قدماي ، ويوم أكون محظوظا يلحق بي جرارا
فلاحيا أتشبث بأحد أجنحته في عز البرد ، وعيناي تمسح كل الغابات خوفا من أن يوقفنا أميرا يطلب
منا أوراق العبور (للآن تلك الفترة لم تحسب كخبرة ).
لكن كان عزائي الوحيد ، بعد أن أرسلت تنهيدة عميقة أن الوطن باق و المسؤول مغادر ،
وأن الولاء للوطن أعظم من المهنة ، ومن الذات .
أيها الناقم على المعلم ، تذكر أنه هو الوحيد الذي لايملك حقدا ، فالأنبياء عذبوا وأهينوا ،
لكن وقت النصر سامحوا ، لأن لا أحد يملك قلب المعلم وود المعلم وأخلاق المعلم ، وصدق المعلم ،
فإن اشتكى فصدقوه ، وإن بكى فعظموا أجر الأمة ، وإن ثار فافسحوا له في المكان واصغوا إلى نجواه .
اليوم سنفصل ، وبعض من زملائنا -سامحهم الله- حريصون على فصلنا بتواطئهم ، ولايعلم هؤلاء المساكين -
وهم في بداية الطريق - أن الرواية تفهم من صفحاتها الأولى ، ونحن الصفحة ، فانظروا إلى صحتنا ،
إلى بصرنا إلى صوتنا إلى هزالنا إلينا كيف نغلق الخزانة ثم نعود لنتأكد هل قمنا بغلقها فعلا ...
لن أقول للقائمين على القطاع رجاء لاتفعلوا ، بل أقول أريحونا فقد هرمنا ، ومللنا الشد والجذب ،
ولم يعد هذا الشغل يشرف ولايشبع من جوع .......
فإلينا بالفصل حتى نتخلص من مهنة كل عيون الناس موجهة إليها .
بقلم الأستاذ / بيضة عبد الوهاب
أستاذ الفلسفة
ام الطوب سكيكدة
|
والله أخي عبد الوهاب هذا الشعور يدمي القلوب لكن الله سينصر عبده المظلوم طال الليل أو قصر فقلوبنا مع إخواننا جميعا .فالنصر قريب .. النصر قريب إن شاء الله تعالى