كما رأيتم في العنوان الموضوع اليوم يتكلم عن الفرق بين خيانة الرجل و خيانة المرأة !!
هل خيانة الرجل مثل خيانة المرأة أم أن خيانة الرجل أشد أم أن خيانة المرأة أشد ؟
فهدا الموضوع أثار الكثير من اللغط في مجتمعاتنا العربية بين الغلو والجفاء دون المحافظة على الوسطية ، وأي موضوع يطرح للنقاش فيجب أن يكون مبنيا على أدلة إما علمية أو واقعية وإلا فسيصبح الكلام سفسطيا عبثيا يتقنه حتى الصغار وبالتالي لن تكون هناك أي نتيجة ويضل الناس في طغيانهم يعمهون
إن من العدل الدي أمر به الله عز وجل أن يعطى كل ذي حق حقه وأن يصنف كل شيء في مكانه المناسب
فمسألة الخيانة الزوجية من أكثر المواضيع التي سال الحبر فيها في هدا الزمن نظرا لزيادة نسبتها بشكل مخيف ، وقبل أن نتطرق إلى المقارنة بين خيانة الرجل وخيانة المرأة يجب أن نفهم أمرا كبيرا قد يغفل عليه البعض رغم علمهم به علم اليقين
عندما نقارن بين شيئين سيئين أ و ب : إدا قلنا أن أ أسوأ من ب ، فلا يعني هدا أن ب سيصبح شيئا جيدا ومقبولا ، وانما نقول أن كلاهما سيئين ومستنكرين ولكن درجة سوء أ أعلى من درجة سوء ب
مثال : قال الله تعالى : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا غ– وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىظ°
الكفار كلهم أعداء الله ولكن بين لنا الله سبحانه أن النصارى أخف عداوة من اليهود وليس هدا تزكية للنصارى
الآن نسمع بعض النساء يقولون أنه لا فرق بين خيانة الرجل وخيانة المرأة و دليلهن على دلك هو أن الله سبحانه جعل حد الزاني المتزوج مثل الزانية المتزوجة
فنقول لها : يا أختي الكريمة الله سبحانه وتعالى جعل الحد على الزنا وليس على الخيانة ، فعندما نتكلم عن الزنا فهي معصية لله وليست معصية للبشر ، أما الخيانة فهي أيضا معصية لله ولكنها في حق البشر
فالله سبحانه جعل عقوبة الزاني المحصن الرجم حتى الموت : والمحصن هو كل من سبق له الزواج بعقد صحيح مع الدخول
يعني المحصن : قد يكون متزوج وقد يكون مطلق وقد يكون أرملا
فإدا زنى شخص مطلق فإن عقوبته هي الرجم حتى الموت رغم أنه لم يخن أحدا والأرمل كدلك
إدا هدا الحد هو حد الزنا والفاحشة التي أتى بها وليس حد خيانته لزوجته
أما موضوعنا فهو الخيانة الزوجية !! من يتضرر أكثر من الخيانة ؟
نحن سنعرض مادا سيترتب على خيانة كل طرف وندع الحكم في النهاية لكم
من الناحية المعنوية :
الكرامة : في هده النقطة يتساوى كل من الرجل والمرأة فالخيانة هي إهانة للشريك وإنتهاك لكرامته
العرض والشرف : في هده النقطة شرف الرجل منتهك أما شرف المرأة فلا ينتهك لأن شرف المرأة بين يديها وهي من تحكم فيه ، فإن زنى زوجها أو أحد محارمها فإنه لن يؤثر في شرفها ولن يجعلها مهانة في المجتمع
أما بالنسبة للرجل إن زنت ابنته أو زوجته أو أخته فإنه لن يستطيع حتى أن يرفع رأسه أمام الرجال
من الناحية المادية :
خيانة الرجل للمرأة : عندما يخون الرجل زوجته فإن لن يجلب لها أولاد ليسوا اولادها وهي لا تعلم ، لأن المرأة تعرف اولادها من غيرهم لأنها هي التي ستلد
أما خيانة المرأة للرجل : فعندما تخون الزوجة زوجها فإنها ستنجب له أولاد غير أولاده وهو لا يعلم أنهم ليسوا أولاده فتنسبهم إليه وهو لا يعلم أنهم ليسوا من صلبه ، وهدا الأمر خطير جدا ؛ فلكم أن تتخيلوا شخص يكبر مع أولاد ويحبهم ويضحي من أجلهم و بعد مدة يكتشف أنهم ليسوا أولاده !!
هده أكبر صدمة ممكن أن يتلقاها أي شخص ، وهده النقطة المرأة مرتاحة منها لأنها تعرف اولادها مادام أنهم خرجوا من بطنها
من ناحية الحب :
خيانة المرأة لزوجها لا تكون إلا مع شخص تحبه ، فمن المستحيل أن تخون المرأة زوجها مع شخص لا تحبه وبالتالي فإن زوجها لم يعد له مكان في قلبها
أما خيانة الرجل لزوجته لا يشترط أبدا أن تكون مع من يحب بل من الممكن أن تكون علاقة عابرة أو من الممكن أن تكون مع ساقطة
من ناحية الشرع :
يمكن للرجل أن يجعل علاقته بامرأة ثانية شرعية بالزواج على سنة الله ورسوله
بينما لا يمكن للمرأة أبدا أن تكون في ذمة رجلين شرعا ، وحتى الفطرة السليمة تستنكر ذلك
بعد هده الفروقات يبقى الحكم لكل من لديه قلب أو ألقى السمع وهو شهيد على أي الخيانتين أشد وأسوأ بالنسبة لصاحبها !
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته