مَــــــــــــــاذَا لَـــــوْ ..

[زيان.]

لكن .. ماذا لو !
ماذا لو تتـريّث وتُمهلني هُنيهةً حتّى أُخبِرُكْ ..
ماذا لو تدنو منّي فأُسمعُك كلامًا يروقك ويعجبكْ ..
هكذا ..اُدنو منّي واِقترب وناولني شحمةَ أذنكْ ..
ماذا لو تُغمض عينيك في رفقٍ وتستنشق مع هواءِ صدركَ صمتًا وهدوءَ..
ماذا لو تجعل كلّ من أذاكَ وتجاهلك في حِلٍّ فتُسامحه وتدَعَ صندوق صدركَ يحوي
الدُرَرَ واللّآلِئْ ..
تُرى إن كانت كلّ فصول السنةِ ربيعًا ، أسيُجزي الحال أن تزداد الطبيعة جمالًا عن جمالها الفصلي ؟
لا .. فلكلّ فصلٍ بصمته وسحره في الجمال.
تُرى إن كانت كلّ قلوب البشر طيّبة ، أسيُجزي الحالُ أن يطيب قلبك بجملة طيبة قلوبهم؟
لا ..ليس ذاك فطيبة قلبك من ثمار عطاءك وحصاد زرعك فكل إناءٍ ينضخ بما فيه.
وماذا لو خيّرتُكَ أن تقطف زهرةً في حديقةِ أزهارٍ غنّاءةٍ بألوانها وأشكالها وتتوسّطها وردة شوكٍ ..
أكيد سيكون اِنتقاءك عسير وقرارك صعبًا فجمالُ الأزهارِ يتفاوتُ ويتنوّعُ .
أمّا لو خيّرتُكَ أُخرى أن تقطفَ زهرةً وكانت الوحيدة وسط حقلِ شوكٍ تتوسّطُهْ ؟
أكيدْ ..سيكونُ اِنتقاءُكَ سهلًا وقرارك يسيرْ لأنّها الوحيدة.
إذن اِرتقي بأخلاقكَ وأفكارك ..إبداعكَ وعطاءاتكْ .. ودَعْ جَليسكَ يقفُ أمام حديقة ذِخركَ يستمتع بما تحويه تنوّع أرصدتك ..
أفكار ، إبداع ، ثقافات ، أخلاق .. فيطول جلوسه ..يحبّك ويحترمك
لا أن يقف جليسُكَ أمام حقلٍ بُورٍ فيشبع منك ويضجُرَ مِن جدبِ زرعكَ وفقرِ عطاءاتكْ.