ايام زمان و في الماضي القريب لم تكن المرأة في حاجة الى اي مجهود للظفر برجل تكمل معه حايتها و يكون لها زوجا و سندا فالرجل كان دائم الانجذاب نحو المرأة من تلقاء نفسه لانه لم يكن يعثر لها على اي اثر في الاوساط التي كان يتواجد فيها , كان يعيش في عالم كله من الرجال و يعمل في عالم كله رجال و كانت المرأة شيئا شحيحا و عملة نادرة لا تظهر في الطرقات و لا في الأسواق وانما تختبئ في البيوت داخل عباءات و ملاءات و جلابيب طويلة و كانت الطريق الوحيدة للوصول لها هي ان يتزوجها على سنة الله و رسوله بدون صداقة و بدون حتى معاينة و كلام, و لم تكن المرأة في حاجة للتبرج و الترويج و ابراز مفاتنها في الطرقات لانها كانت رائجة مطلوبة تتزاحم عليها المناكب و جموع الخطاب يأتونها حتى الباب
ولكن الظروف تغيرت تماما الان
خرجت المرأة من البيت الى الشارع فاقتحمت الوزارات و المصانع و الشركات بل حتى ورشات البناء التي تعتبر حكرا على الرجال و بدأ هذا الأخير يشبع من رؤيتهن في جميع الاماكن ونشأت علاقات بينه و بينها باسم الصداقة و زمالة العمل و الدراسة و ..... و تعدت الامور من مجرد الرِؤية و تبادل التحية و السؤال عن الصحة الى علاقات و شبهات لا تمت الى الدين بصلة, و هكذا فقدت المرأة هيبتها و اصبحت قريبة و سهلة و هذه السهولة التي لم تكون موجودة في الماضي ابعدت فكرة الزواج من ذهن الشباب اكثر و اكثر
ان مثل هذا التطور لم يحتج الى أكثر من سنوات قليلات شربها الرجل في الوحدة و الانتظار و شربتها المرأة في الضياع و العنوسة, لا شك أن الزواج في وقتنا الراهن ألذ من زمان و لكنه متعب و صعب و مليء بالمشاكل