ربما لم تكن اللغة العربية بالجزائر في تاريخها القديم والجديد في خطر مما هي عليه اليوم، إذ هي لا تحارب باعتبارها لغة يتحدّث بها قوم مُستعمَرون كما كان الشأن في وقت الاستعمار، وتعيش الجزائر اليوم واقعًا لغويًا حرجًا تجسد في صراع لغويّ تتجاذبه أطرافٌ ثلاثة:
1- اللغة العربية الفصحى، 2- والدارجة العامية، 3- واللغة الفرنسية، وإن كان هذا الصراع من مخلّفات الاستعمار الفرنسي الذي عمل على محاربة اللغة العربية وتهميشها وإحلال الفرنسية بدلًا منها، مما اضطر الجزائريّ لاستعمال العامية للحفاظ على هويّته العربية الإسلامية، إلا أنّ الجزائر ما زالت إلى يومنا هذا تعاني من هذا الصراع. فالحديث عن الواقع اللغوي في الجزائر يصطدم بمشكلةٍ كبيرة تتمثَّل في إهمال اللغة العربية وزحف العامية التي أخذت تتسلل إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية، إضافة إلى الفرنسية التي تعمل على منافستها في ميدان التعليم (العلمي والتقني)، وفي بعض المعاملات الإدارية، وفي الاستعمال اليومي عند الفئة المثقفة من الشعب.
وموازاةً مع الخطوة التي قامت بها وزارة البريد بمناسبة الذكرى 55 لعيد الإستقلال ،والمتمثلة في إلغاء التعامل باللغة الفرنسية في المراسلات والمعاملات الرسمية انتشر في هاشتاغ على تويتر يطالب بمنع استخدام اللغة الفرنسية في التعاملات الرسمية بالبلاد واستبدال اللغة العربية بها أو الإنكليزية. يذكر أن آخر تقرير للمجلس الأعلى للفرانكفونية قد أشار إلى تقهقر الفرنسية بالجزائر في السنوات الأخيرة، إذ أشار إلى أن نسبة الجزائريين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية انخفضت إلى أقل من 28%، أي ما يعادل 11 مليون جزائري من أصل 40 مليون نسمة.
من ها هنا يمكن أن نفهم بأن السلطة الجزائرية مقسمة إلى قسمسن دعاة التعريب ودعاة التغريب
هل أنت من دعاة التعريب أم من دعاة الفرنسة والتغريب