أتذكر جيدا ذلك اليوم عندما سألني والدي هل أنتي بخير؟
كانت أشلائي محطمة ، لم أكن أعي أين انا أو ماذا أفعل؟ ولا بماكنت أفكر....، نظرت له بابتسامة بريئة و قلت أنا بخير،،، مضى أسبوع كامل و دموعي تنهمر رغما عني و كلما سمعت خطى باتجاهي أمسحها و أتظاهر بالنوم....و كالعادة ابتسامة خفيفة و أنا بخير
أول عام لي بالباكالوريا كنت راسبة لامحال و بمعدل 7،، إنه كبير جدا فأنا لم اكتب أي شيء على الورق،، و لم أهتم برسوبي ،، و ثاني عام أملت النجاح و لم يكن حليفي، نجحت أختي و أنا لا،، كذبت و قلت أنني أيضا نجحت حتى أقيمت حفلة اختي و أنا أبتسم معلنة رسوبي بعدها و داخلي يتحطم ،، بكيت بحرقة كل ليلة و نسيت شيئا يدعى الباكالوريا....
طلبت طبيبتي أن أغير المكان قليلا و سافرت مدة ست أشهر لأعود وأصدم بواقعي من جديد و ذكرياتي السالفة كلها
درست و نجحت و تفوقت ودخلت الجامعة،،، الأمر عادي جدا لم تعد الجامعة حلمي،،، تحملت على أكتافي عبئا كبير، أختي التي تكبرني وجب علي الإهتمام بها فهي حساسة عكسي (كاذبة) ،، كنت دائما أنا القوية بالبيت و لم أستطع ولن أستطيع إقناعهم بعكس ذلك
قبل شهور في جنازة عمي ناداني والدي لأتولى مهمته وامنع النسوة من لمسه بعد تغسيله ، كنت أقف فوق رأسه رحمه الله وأنا جامدة،، لم تسقط دمعة واحدة من عيوني،، قالو عني متحجرة القلب ،،،، نعم أنا كذلك و هنا أكذب
لا أنسيى كلام إبنة عمي التي منعتها من تقبيل والدها آخر مرة ،،، آلمتني كثيرا و لكن لن اخبر أحد فأنا قوية كاذبة
في صغري دائما ماكنت أتظاهر بالبكاء و الألم حتى لا أنام باكرا و الآن صرت أتظاهر بالنعاس حتى ألتزم مكاني و ابكي بعيدا عن الجميع
لتهم يعلمون أني كاذبة وأني اتحطم داخليا إلى اجزوائي صغيرة
حطامي لن يستطيع أحد لملمته،، هو كعطر مندثر
والدي رشا كاذبة،،، حينما قالت انها بخير كانت تكذب عليك ،، و عندما ابتسمت لك وأنت تصارحها بمرضك أيضا لم تكن قوية بل كانت تكذب
عندما تنام على كتفك كل أمسية و تسقط دموع خوف فقدانك من عيناها و تسألها ماهذا و تقول عيني مريضة و لدي حساسية هنا أيضا تكذب
عندما تأكل الأكل الناقس الملح و تشرب الحليب بدون سكر و تقول هو لذيذ أيضا كاذبة ،، طعمه كالسم يا ابي و لكن مالعمل ،،، ألفت الكذب أيضا
والكثير الكثير الكثير من الكذب
سأتحمل كل شيء و اتحمل حتى أندثر للأبد و سأحمل وصمة الكاذبة معي إلى قبري