يوميات فتاة جزائرية في رمضان:
________________________________________
صباحا :
تنهض على الحادية عشر صباحا, ثم تفتح حاسوبها الشخصي على آخر الأخبار. تناديها والدتها فتقول:" دقيقة ماما نشوف لي كومونتار تاع فطور تاع البارح "!!
تتوجه مباشرة إلى المطبخ,تفتح الثلاجة,تفكر قليلا في ماسوف تعده من أصناف, وتغرق في المطبخ حتى يؤذن المغرب.
يقلقها الحر, مضافا إليه درجة حرارة المطبخ والتي تكاد تنصهر فيه.يجف حلقها,وتتيبس شفاهها,وترتجف ركبتاها فهي لم تعد قادرة على الوقوف. تريد شرب الماء, لكن تتذكر أنها صائمة تقول في نفسها:" هانت, نصبر شوية, دوك صحاباتي ينخلعوا مالفطور لي راني دايراتو" " لاتقول طبعا أحتسب الأجر عند الله,ذهبت النية اذن, وذهب معها الأجر!!
تأخد استراحة قصيرة قبيل المغرب...تلتقط الكثير من الصورلمختلف أصناف الأطايب والطعام, تفتح حاسوبها الشخصي من جديد ...وتقوم بنشر الصور- لاتضع اعتبارا لمحتاج أ فقير ,قد يرى تلك الصور فيتحسر ويشعر بالألم-.
تدردش قليلا مع صديقاتها المتواجدات على الفيس بوك,
أكيد دردشتهن وأحاديثهن ستكون عن المائدة وماستحويه وقت الإفطار, وليس عن الشهر الفضيل!!
عندما يتبقى وقت قصيرعلى الآذان ...تهرول لإعداد وتجهيز مائدة الطعام,
يستيقظ أخوها الذي سهر طوال الليل ونام كل النهار...
ويذرع المطبخ جيئة وذهابا,قائلا:
" واش طيبتو ...وعلاش درتو هذي مانحبهاش ...وعلاش مادرتوش هذي؟
تكتم الفتاة غيظها وشعورها بالألم, والذي ضاعفته كلمات أخيها وعدم تقديره أو تعبيره عن التقدير والإمتنان....
ثم تواصل ثرثراتها مع صديقاتها على الفيس بوك ...حتى تسمع صوت الآذان,تنهض من مكانها من دون إغلاق الجهاز , وتقفز نحو طاولة الطعام ..
وبدون مقدمات تفرغ قارورة المياه كاملة في جوفها, بعدها تأكل حبة تمر,
تحس بالشبع والإمتلاء,ثم تتوجه لشاشة التلفزيون ليبدأ -يومها- أقصد سهراتها مع المسلسلات والبرامج الرمضانية....
تسهر حتى منتصف الليل في مشاهدة المسلسل تلو الآخر, تتخلها استراحة قصيرة هي فترة الإعلانات, تنتهزها لإحضار العصائر أو التحليات ثم تعود أدراجها لمتابعة البقية,"لاتراويح ولاهم يحزنون" ...
تنام نصف ساعة قبيل السحور,و تنهض وقت السحور, بعد جهد جهيد من أمها التي ضيعت نصف عمرها وهي تحاول إيقاظها ...
تتذكرأخيرا فضل صلاة القيام, تتجه فورا لصلاة ركعتين خفيفتين, هي أشبه بنقر الديكة لأنها لاتزال متعبة من فرط *القيام* في المطبخ!!
تتسحر ثم تفتح حاسوبها الشخصي لمزيد من الثرثرة حول المسلسلات حتى السابعة صباحا, تذهب أخيرا للنوم لتستيقظ على الحادية عشر صباحا.
وهكذا طيلة أيام رمضاان...
أجزم أن الشريحة الأكبر منا لم تعي بعد المعنى الحقيقي للصيام ، فهو في نظرها امتناع عن طعامٍ أو شراب ، فقط لا غير .
هدانا الله واياكم .
بقلم شمس الهمة
كتاب مرايا جزائرية