تشد الأنظار تحبس الأنفاس و تحشد جيوش الإعلاميين في هذه الأثناء إلى وجهة قديمة جديدة "جنيف",إنها دورة جديدة من المفاوضات الماراثونية التي تخص الشأن السوري.في ذات الوقت يتناسى الجميع عن عمد أو عن غير قصد الصراع المنسي الذي طال أمده في أرض كانت توصف في الماضي القريب بأنها جنة السعادة وسط بركان الشرق الأوسط.لعل أسوء ما في الأمر هو ذلك العنوان الذي ظهر في الإعلام مؤخرا "انتشار وباء الكوليرا وسط السكان.." أضف الى هذا تلك التقارير المرعبة عن تدني الخدمات غياب احترام حقوق الإنسان...ولو أن المنظمات الحقوقية لم تجد سجونا لتسجل الأرقام لأنه وبكل بساطة الإعدام الميداني هو السياسة الحاكمة و حزب الرشاش هو سيد الموقف في صنعاء برعاية دولية طبعا.هكذا أسقطت أحلام الشعب اليمني المتعطش للتمدن و الممارسة الديمقراطية و علق هذا الشعب المسالم "أصلا" في بطش الميليشيات التي لا تملك مشروع دولة ؟ وقهر طاغية شده الحنين إلى كرسي الحكم و جشع الحليف قبل العدو..ليصبح اليمن بحكومتين أحدهما عجمية عاصمتها في الشرق ماوراء الخليج,والأخرى في المنفى ماوراء جبال الشمال,كلاهما يعتمد على جيش تحكمه كل الولاءات ماعدا الولاء للوطن و للدستور...جيش ضباطه هم مجرد أسياد حرب و تجار موت.حتى دركي العالم يتدخل باحتشام أحيانا ليمطر جيوب 'تنظيم القاعدة' بزخات صواريخ تأتي على الجبال الصخرية و الرمال المكدسة...إنها التراجيديا حقا إنها صرخة شعب مقهور و مظلوم...إنها قصة اليمن التعيس.