معركة دمشق تكشف عن استياء روسي من ضعف قوات نظام الأسد

[فريد الفاطل]

وجَّهت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية انتقادات لاذعة إلى جيش اï»·سد، مؤكدة أن عبء العمليات العسكرية يقع على كاهل حلفائه، وفي مقدِّمتهم الروس، وأكدت أن الدور الحاسم في حماية نظام اï»·سد في دمشق كان لروسيا، كاشفة عن عجز وفشل ذريع في صفوف قوات اï»·سد.

وقالت الصحيفة إن الفصائل التي هاجمت مناطق سيطرة النظام السوري بشكل مباغت في دمشق استفادت من أنفاق محفورة تحت اï»·رض، زرعت فيها عبوات ناسفة ضخمة، تم تفجيرها بالقرب من مواقع قوات اï»·سد، بالإضافة لاعتمادها على السيارات المفخخة.

ضعف واضح في صفوف جيش "النعجة"
أشارت الصحيفة إلى العجز في وحدات الاستطلاع والاستخبارات العسكرية التي لم تستطع رصد الهجوم قبل وقوعه، ولم تكتشف تلك اï»·نفاق الكبيرة تحت أحياء العاصمة، ونقلت عن الخبراء العسكريين الروس قولهم إن "عدم رغبة السوريين في التحرك على وجه السرعة، والمصحوب دائمًا بكلمة "بُكْرة" (غدًا) يستحيل التغلب عليه؛ ما يجعل إجراء استطلاع شامل للكشف عن الأنفاق ضربًا من الخيال".

وتضيف الصحيفة نقلًا عن الخبراء الروس: "ما الذي يمكن قوله إذا كان الجنود يتركون مواقعهم بصورة ذاتية، حتى في أثناء المواجهات القتالية، والضباط القياديون بصعوبة بالغة يفهمون معنى الانضباط العسكري، وضرورة تنفيذ المهمة القتالية، والموقف نفسه يتخذه السوريون في التعامل مع الصيانة الدورية للمعدات والأسلحة؛ ما يتسبب في تلفها السريع، والحديث عن وحدات الدعم اللوجستي الخلفية في الجيش العربي السوري موضوع منفصل على العموم".

ويقول الخبراء الروس: "ليس ذلك فحسب، فعلى المستشارين العسكريين الروس التدريب على كل شيء، ويضطرون إلى فعل ذلك بعناية فائقة، مشيرين إلى الأخطاء والعيوب بلباقة بالغة، ويجب القول هنا إن مجموعة من الخبراء والمستشارين العسكريين الروس في سوريا تعمل على جميع مستويات البنية العامة للقوات المسلحة وفي مقرات قيادة الأركان، وفي إدارات الإمدادات ومع القوات العسكرية على الأرض".

تذكير بحاجة نظام"النعجة" للحماية الروسية
اعتبرت الصحيفة أن الدور الذي لعبه المستشارون العسكريون الروس في صدِّ هجوم الفصائل الثورية على دمشق كان حاسمًا ومحوريًّا، "إذ إن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ، ولكن النجاح الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة مدينون به على الأرجح لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية".

جيش"النعجة" غير قادر على إنجاز شيء بنفسه
تضيف الصحيفة: "وبالعودة إلى كلمة "بُكرة" لو بقي السوريون وحدهم من دون تدخل الروس، لأخذت عملية القضاء على الإرهابيين الذين شقوا طريقهم إلى دمشق شهرًا آخر، فالهجوم الجامح وتطويره، والمناورات التكتيكية الماهرة، وكسر شوكة العدو، جميع هذه الميزات ليست موجودة في أي جيش من الجيوش العربية، وفضلًا عن ذلك قال مصدر في وزارة الدفاع السورية: تمت محاصرة جزء من التشكيلات المهاجمة، والقضاء عليه بالكامل، وهذا كذلك لا يشبه تمامًا نمط عمل الجيش السوري، وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية ومنذ فترة طويلة المعلومات التي تشير إلى وجود قوات العمليات الخاصة الروسية في سوريا".

وأشارت "نيزافيسيمايا غازيتا" للدور "المفيد للغاية" للشركات العسكرية الخاصة الروسية، في دعم قوات اï»·سد وحمايتها على اï»·رض، وأضافت: "بطبيعة الحال، وإلى حد كبير، يقع عبء العمليات العسكرية على كاهل الحلفاء الآخرين للجيش السوري من اللبنانيين والإيرانيين، ولكن يبقى الجنود الروس الأكثر فاعلية في القتال في سوريا، وعلى جميع المستويات، من التخطيط والإدارة والإمداد، وصولًا إلى النشاط القتالي للقوات".

وقد استطاعت فصائل "فيلق الرحمن"، باﻹضافة لـ"هيئة تحرير الشام"، وحركة "أحرار الشام اﻹسلامية" تكبيد قوات اï»·سد خسائر فادحة، في هجوم مفاجئ شنَّته يوم الثلاثاء الماضي على مواقع سيطرتها في أحياء بالعاصمة دمشق، وتمكنت في معركة "يا عباد الله اثبتوا" من السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة الصناعية، على الطريق الدولي المار بين حي جوبر وحي القابون، وكذلك معامل الغزل والنسيج، ومعمل كراش، ومعمل شمس، وكذلك السيطرة النارية على شارع فارس الخوري وكراجات العباسيين، واستعادت قوات اï»·سد السيطرة على بعض النقاط بعد ذلك.

وزادت خسائر قوات الأسد البشرية في الهجوم الجديد عن 48 عنصرًا، بينهم ضباط، أغلبهم يتبعون الحرس الجمهوري وميليشيات عراقية، بالإضافة إلى 8 أسرى، و3 دبابات.

وشهد شاهد من أهلها
رسالة الى كل الأبواق الناعقة التي صدعت رؤوسنا بجيش الباسلة وأخواتها من الروافض الإرهابيين قتلة النساء و الأطفال