السلام عليكمورحمة الله وبركاته
هوّني عليك بنيتي ، هوّني عليك دكتورة
بنيتي كيف كان وقع الكلمة المسطرة عليك ؟ أجزم أنّك ابتسمتِ عند قراءتها ، إذا هل تعتقدين أنّ هذا اللقب سيُهدى إليك يوما ما على طبق من ذهب ؟
لن أقدّم لك نصائح عن الجد والاجتهاد لأنّ الإخوة كفوا ووفوا ، لكن أقول لك : أنظري حولك ...فهذا الطبيب الذي تمرين على عيادته كل يوم وتلك الدكتورة التي تدرّسك في الجامعة وأنت مندهشة من الكلام الذي تقوله ، وذلك البروفسور الذي يسود الصمت كل القاعة عندما يدخل ، وتتوسّع الأعين وتنفتح كل الآذان عندما ينطق ، كل هؤلاء كانوا ذات يوم طلبة طب مثلك ، سنة أولى ، ثم ثانية ، فثالثة ، ورابعة و............إلى أن صاروا إلى ماهم عليه اليوم ، كلّهم بكوا يوما ما وشعروا بالعجز واليأس والضياع مثلك ، الكثير الكثير منهم أعادوا سنة أو أكثر أثناء الدراسة ، فكيف هم اليوم ؟ ما شاء الله
أنت أيضا ستصبحين يوما مثلهم ، دعي عنك هذه السلبية أعيدي بعث التلميذة المجتهدة فيك عودي كما كنت أيام الثانوية ، فلو أنّ كلّ طالب درس قليلا في الجامعة وواجه صعوبات فشل وانسحب ما وجدنا في مجتمعاتنا طبيبا ولا مهندسا ولاأستاذا ولا ......ولا ......... ثمّ من قال لك أنّ الدراسة في المدرسة العليا سهلة وأنّك لن تتعبي فيها ، والله صاحب الإرادة والعزيمة لا يثنيه شيء ومن كان دأبة الاستسلام عند الشدائد فلن ينجح في شيء
قفي على رجليك واعزمي على التفوق فيما بقي لك من امتحانات هذا العام ، علّك تستدركين ما فاتك ، وحتى وإن أعدت السنة فاعتبريها كبوة جواد ، انهضي من جديد وانطلقي بكل إرادة وحزم وليس في قاموسك إلا كلمة أستطيع ، ستتعبين في البداية ، لا تلتفتي إلى هذا التعب لأنّه وبعد سنة أو سنتين سيتحوّل إلى متعة ، واسألي من سبقوك إلى هذا الميدان.
في الأخير أقول لك : إياك والمثبّطين الميئّسين تقرّبي من أمّك بثي لها أشجانك واحكي لها عن كل الصعاب التي تشعرين أنها تواجهك ، فلن تجدي محفّزا لك ومذللا للصعاب في طريقك مثلها
جددي النية مع الله واعقدي العزم على دراسة الطب تقربا إليه بهذا العلم ، واستشعري مدى نبل هذه المهنة وما ستقدّمينه من خلالها للمجتمع وخاصة لبنات جنسك ، اطلبي منه العون وألحي عليه عندما تسألينه التوفيق وسيوفقك فهو القادر على كل شيء
من كل قلبي أقول لك : وفقك الله