يناير الذي دأب الجزائريون على الاحتفال به كغرة للسنة الفلاحية لم يعد قادرون في هذا الوقت حتى الكلام عنه في التلفزيون والجرائد والراديو. أول يناير
صار احتفالا أمازيغيا ولا يحق إلا للأمازيغ غير سواهم بالحديث عنه والاحتفال به. لم يعرف لحد الآن لماذا تريد الدولة الجزائرية أمزغة هذا اليوم وعدم
التطرق إلى السنة الفلاحية التي كانت تستعمل منذ العهد الروماني. لقد تعقدت أمور كثيرة واختلط الحابل بالنابل ولم نفهم لماذا كل هذا التعتيم الاعلامي.
المعروف أن يناير هو أول يوم من السنة الفلاحية التي تحتوي كذلك على تواريخ تستعمل في معرفة بداية ونهاية الفصول وكذلك معرفة وقت غرس النبات
وإثمارها. هذه السنة تأخذ من السنة الشمسية الجريجورية قاعدة لها فقد ظهرت أولا لمساعدة الفلاحين كون أن معظم الجزائريين كانوا فلاحين لوقت قريب.
فحتى في أوروبا لم تبدأ الحركة العمرانية إلا في سنوات القرن التاسع عشر فما بالك بالجزائر.
كل وسائل الإعلام تجاهلت هذه السنة رغم قيمتها التاريخية وراحت تعطي كل الاهتمام لما يسمى بالسنة الامازيغية . وهذه السنة حسبهم هي أكبر عمرا من
السنة الجريجورية او الميلادية بـ951 سنة ولا يزال الامازيغ يتذكرون انتصار احد الملوك الليبيين على جيوش الفرعون المصري ولكن لا يعرف كيف تم
ضبط السنة بالشهر واليوم ولماذا تطابقت مع غرة السنة الفلاحية؟
لم تتطرق أي الكتب إلى السنة الأمازيغية لا في كتب ابن خلدون ولا الجرجاني ولا في شعر أي شاعر مغاربي. السنة الأمازيغية خالية تماما من الأحداث
والتواريخ فلم يتم تدوين حتى سنة وفاة أكبر ملك أمازيغي وهو ماسينيسا. زد على ذلك تعرف الأمازيغ على الرومان والعرب والأتراك الذين عرف عليهم
التدوين والتسجيل.
أمور كثيرة صارت تختلط على الجزائري وأولها لماذا صارت الحكومة الجزائرية تغييب تاريخ أول السنة الفلاحية وتعطي الاهتمام الأكبر لما يسمى بالسنة
الأمازيغية. هذه السنة التي تخلط مع ممارسات وثنية غريبة كالتبرك بالطبيعة والقيام بأعمال لا تقبلها العقيدة الدينية الإسلامية كطلب العون من الأجداد وقوى
الطبيعة.
أسرار كثيرة لا تريد الخروج إما بسبب عدم القدرة على مواجهة الحكومة الجزائرية أو أنها عقلية الطائفة الاثنية الحاكمة بالبلاد التي لها القدرة على أن تقول
للأشياء كن فيكن