كانت ليلةً جِدُّ هَادِئَه .. وأنا في فراشي مُسنِدًا ظهري لوسادةٍ أنْظُرُ للتّلفاز بلامبالاةٍ تحت وضعٍ صَامِتْ..
فجأةً اِلتَـفتُّ يميناً إلى طاولةِ السّرير لِألتِمَس دفتريْ فَلَمْ أجِدهْ ، أَلقيتُ بِبَصرِيْ هنالكَ في رُكْنِ الغُرفَةِ على طاولةِ التَّجميلِ فَلمْ يَكُنْ ..
إلهي إنّها تُغادرُني خواطري .. أَمَطْتُ الغِطاءَ عنِّيْ وفي عَجَلةٍ دونَ أَنْ أَنْتَعِلَ نَعْلِيْ رُحتُ أبحثُ عن شَيئٍ أَأْسِـرُ فيه صَيديْ بعد أنْ هَجرَنيْ مَلِيّاَ ، كانتْ أفكارًا وكلماتْ تَـلِجُ المِصْيَدَةَ وتُغَادِرُ في آنٍ..
لَمْ أجِدْ ما أكتب عليه سوى عُلبةَ دواءٍ أَبْصَرتُها في أَحَدِ الأَدْرُجِ كنتُ لَا أستعملها، شَكَّـلتُهاَ صَحيفَة فكانت بمثابةِ قَفصٍ أَصْطادُ فِيهِ عصافيرَ جميله..نعم.
أخذتُ قلمي من على الطّاولة ناولتهُ من يدي لِأُخرى ، وفي عجلةٍ رُحتُ أكتبُ أفكارًا و نَفَحاتْ خَالَجَتنِيْ لـكن...لم ألبثْ لِوَهْلَةٍ حتّى طَارتْ عنّي غَنيمتِي.
لمْ أُبَالِيْ فقد جمعتُ ما يكفينِي لِلَـيْلَتي هاته .. كانت كلمات حلوةٌ جميلة في ثوبٍ أُنثَوِيٌّ رُفقةَ خواطرَ مَتِينه في قالب ذُكُـورٍيّْ، فلم أجد بُدّا إلاّ أن أُزاوِجهُماَ ..
أطفئتُ النورَ والتّلفازَ وجعلتُ هاتفيْ في وضعٍ هزّازْ حتى لا يُقاطِعنِي برَنينِهْ ، وفعلاً كان ذلك لِأُرْزَقَ في تلك اللّحظاتِ كلماتْ وخواطرَ وَلِيدةَ نِكاحٍ ناَجِحْ لِأَتْحَفَ أَحبَّتيْ بِأُسلوبيْ في طَريقةْ تزويجيْ بينَ أحاسيسيْ وصيديْ لتُنجِبَ ما أنتمْ فِيهِ تَقْرأُونَ بذوقٍ جديدْ.
آخر تعديل زيان. 2017-01-07 في 11:50 .