![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قد تكون من قتلى سهام التّسويف و الأمل
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بــــسم الله الرحمن الرحيــــم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته لا ينفكّ المرء إذا أسبغ الله عليه نعمه في بدنه و جوارجه ، يسوِّف في الأوبةِ ، يؤمِّل في الأجل . يُؤمِّل آمالا قد تكون الآجال دونها ، و يؤجِّل أعمالا لا يستقيم في الشرع إرجاؤها كل ذلك لأنه في فُتُوّة الشباب ، و إقبال الدّنيا ، و وفرةٍ من العافية ، مُمَتَّعا بكل نعمة ــ إلاّ التّوفيق و الرّشاد ــ يا عبد الله : اتّق الله ! يا عبد الله : ارجع إلى ربك ، و خف ذنوبك ! ... فيرجع إلى نفسه ، و يُصعِّد النّظرات فيها ، و يصوِّب الفكر إليها فيُنكِّس رأسه ، و قد وكزهُ واعظ الرحمن ، و أنذره طريقة الشيطان ، إنني لمن الضالين ... فتنتشل خطراتُ النّفس من كنانتها ، سهمين لا يُخطئان فؤاد المحروم ، و لا يفوتهما الخاطيء و المشئوم فسهمٌ نُقِّع في عُصارة التّسويف ، و سهمٌ نُحت من شجرة الأمل و الأماني فيشُكّان تلك المضغة التي بها الصّلاح و الفساد ، فينسيانها ما اعتبرت به قبلُ و اعترفت فيولد ذلك الأمر الأبتر ، و النّتاج المخدّج الخداج لا زلتُ في مقتبل العمر ، و الحياة قُدّام بعدُ ، و بيني و بين الأجل أدهُرٌ و فترات باب التوبة مفتوح ، و زمن الشباب مفسوح فلتصب من اللّذات ، و لتتمتّع بالحياة ، و بعد ذلك توبة قبل الممات ، تمحو بها ما فرَط و فات لكن أخي ... و ما يدريك أنك في فسحة من الأجل ، و ما يدريك لعل يومك أقرب مما تؤمّل و قال -عزَّ وجلَّ-: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النِّساء: 18] وقال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} [المؤمنون: 99-100] و لقد أحسن من قال : يا غَافِلَ القَلبَ عن ذِكْرِ المَنيَّات ***** عمَّا قليلٍ سَتَثْوي بين أمواتِ فاذكُر مَحَلَّك من قَبلِ الحُلُول به ***** وتُبْ إلى اللهِ من لهوٍ ولذَّاتٍ لا تطمئنَّ إلى الدُّنيا وزِينتِها ***** قد حان للمَوتِ يَا ذَا اللبِّ أَنْ يَأتِي و قال الآخر : هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ***** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب نشاهد ذا عين اليقين حقيقة ***** عليه مضى طفل وكهل وأشيب نؤمل آمالا ونرجو نتاجها ***** و عل الردى مما نرجيه أقرب ونبني القصور المشجرات في الهوا ***** وفي علمنا أنا نموت وتخرب إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا ***** وفي كل يوم واعظا لموت يندب ولله كم غاد حبيب ورائح ***** نشيعه للقبر والدمع يسكب فما نحن في دار المنى غير أننا ***** شغفنا بدنيا تضمحل وتذهب فحثوا مطايا الإرتحال وشمروا ***** إلى الله والدار التي ليس تخرب فما اقرب الاتى وأبعد ما مضى ***** وهذا غراب البين في الدار ينصب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ألا و إنّني قد جمعني سفر بأحد الإخوان ، و كان يصغرني بسنوات ، نال الشهادة الجامعية منذ أيام ، و دار بيننا حديث عن المستقبل ، فحدّثني بخططه و مشاريعه و آماله ، و أنّ ما يُنكِّد عليه صفو هذا كله هي فترة الخدمة الوطنية ، و كان شاب جسيما و سيما ممتعا بكل حواسه و جوارحه ، و كان خلوقا ، حسن العشرة ، لا يتخلّف عن صلاة الجماعة ... و بعد أقل من شهر و في يوم من أيام رمضان قتل ــ رحمه الله تعالى ــ في حادثة دلس ( عملية انتحارية خبيثة بسيارة مفخخة عند باب مدرسة لضباط الدرك الوطني ) و كان هو في الصّف عند الباب ، و نجى صديقه الذي ذهب قبل وقت الإنفجار بثوان إلى مقهى قريب ليشتري مشروبا ... فانظر رعاك الله ، إلى آماله ، و انظر إلى أجله ، و الذي سافر إليه مسافة تزيد عن 1300 كلم ، ليموت هناك . رحمه الله و هذا شاهد سقته للدلالة على أن المرء لا يدري متى يحل أجله ، و ليُعلم أن التسويف مزلق و زيف ، و أن الأمل سراب كاذب فلا تغتر يا عبد الله و فقني الله و إياكم لصالح الأعمال ، و لتوبة نصوح ، و مغفرة سابغة قبل الموت بقلم الفقير إلى عفو ربه و مولاه : المهاجر إلى الله السُّلمي
آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2016-10-03 في 16:36.
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc