موضوع مميز *** عامل ذاكرتك كما تُعامل خزانتك *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** عامل ذاكرتك كما تُعامل خزانتك ***

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-10-01, 12:16   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
طاعة زوجي ..
عضو متألق
 
الصورة الرمزية طاعة زوجي ..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة « أبْجَدِيَّاتْخ¶ » مشاهدة المشاركة
عليكِ السَّلام و رحمة الله..

الذّاكرةُ مدينة، و الذّكرياتُ شوارعُها، منازِلُها، حدائِقُها و خرابُ أبنية .. تَعُجُّ بضجيج الأحبّاءِ و المارّينَ و صُورةِ الغُرباءِ العالقينَ ذاتَ صُدفةٍ بين أحيائِها الضّيقَة.. ومثلَ المدينة، فالذّاكرةُ بحاجةٍ إلى عنايةٍ و حملاتِ ترميمٍ و تنظيمٍ دؤوبَة.. حملاتٌ تنفُخُ الرّمادَ المُتكَدِّس على أرصِفَتِها لينجَلي صَفوُها من جديد، ولكنَّ السّؤالَ كيف؟.. كيفَ لنا أن نُزيحَ جُثَّة الحُزن الثّقيلة من سَاحاتِها و صُورتُهُ تتكرَّرُ في زُجاج النّوافذِ والمرايا ؟ لا يمكِنُنا خِداعُ الذّاكرة.. الآلامُ جُزءٌ منّا تعيشُ مع الفرح في بيتٍ واحد، لولاها ما عرفنا نشوةَ الفرح وما اسْتطعَمنَا لذَّتَهُ الحقَّة.. لا يمكِنُنا بأيِّ حالٍ الإقفالُ عليها في صُندُوق النِّسيان و التّجاهُل.. لأنّ الألم يُعشِّشُ و يَكبُر و يتَكاثر و يُنجبُ قبائلَ من الآلام (الوسوسة/ اللاَّشُعور/ باطنُ الإنسان/ المازوشيّة/ الذَّنب/ الفُقدان/ وجعُ الأمّة).. فينفطِرُ الصُّندوقُ و ينشَطِر، لتُمرِّغَ الآلامُ بوحلِها الأسود جُدرانَ الذّاكرة أشدَّ من ذي قبل.. حينَها لن تُفيدَ حملةُ تنظيف، لأنّ الحُزنَ سَيُغرِقُ و يبتَلِعُ عُمر الإنسانِ كُلِّه، ولن يتَفَطَّنَ هذا الإنسانُ إلاَّ مُتأخِّرًا عن موعِدِ الطُّموح، وعن موعدِ "الحياة" ..

الأشياءُ المُؤلمة جميلة إذاما أحسَنَّا رُؤية الجمالِ فيهَا والفائدةِ مِنهَا.. إنَّها "اليُنبوع" الذِّي جَعَلَ فِكرَ "مي زيادة" يتدفّقُ إبداعًا سخِيًّا على الورق، فصَنعَتْ لها المجدَ في حياتِها.. إنَّها حافِزُنا إلى نَشْدِ سَعادتِنا و سَعادة مَنْ نُحِبّ.. إنَّها "الوخزة" التي تجعَلُ منّا "إنسانًا" و تجعلُ المُذنِبَ يكفُّ عن ذَنبِه كُلّما وخزَ الألم ذاكِرَتَه العرجاءَ بالسُّوء..

الأحزانُ والآلامُ طاقةٌ عجيبَة تستطيعُ أن تفتحَ لنا آفاقًا تُعانِقُ ما بعدَ الأفق.. ليسَتِ المشكِلَةُ فيها، إنَّما في تَصوُّرِنا المُجحِفِ لها، في تخاذُلِنا، تكاسُلِنا، والخوفِ من الخروجِ من قوقعةِ الرَّتابة، الخوفُ من التَّغيير و اليأسُ من فرحٍ نعلمُ أنّه لن يدُوم..نحن مُصابُون بنُقصٍ حادٍّ في الرَّغبةِ و المُحاولة والطُّموحِ و الهدف، نحنُ ربّما بحاجةٍ إلى ذاكِرةٍ ثانية أوسَعُ من حدُودِ ذاكرتنا الأولى الضَّيّقة بِسُخريتنَا من أنفُسِنَا و قُدُراتِنَا..! نحنُ عبيدٌ للرّوتين، نتلهَّفُ للجديدِ ولكنَّنا لا نجرؤُ لمَدِّ ذراعِنا واللَّحاقِ به.. لا نُقدِّرُ الأشياءَ حقَّ قدرِهَا ولا نرى الأشياءَ إلاَّ من خلفِ ثُقبِ العادة..


يا إلاهي ما كلُّ هذه الثّرثرة ! .. ( جيت نكتبْ ردّ كتبتْ مقالة )
جَعَلْتِني أتقمَّصُ الموضوعَ بكلِّ جوارحي، الطَّيبَة *أم الولدين* (حفِظَهُمَا الله ورعاهُما)، تستحقِّينَ وسَامَ أفضلِ عُضوٍ لهذه السَّنة.. قلمُكِ يأتي بأفكارٍ دُرَر.... بُوركتِ و عمَّر الله أيّامَكِ بالفرح..


[ أخبريني، ما بالُ حدسي يُخبرني أنَّ مواضيعَكِ تُغطّيها مَسحَةُ حُزنٍ هذه الفترة الأخيرة؟ ]


صدّقيني أخيّة بقدر ماسرّني ردّك بقدر ماوقفت عاجزة عن الرّد عليه ، كما قالت الأخت صبرينة في موضوعها ، أنت مبدعة بحقّ ، وقلمي يقف خجلا متواضعا أمام سحر وجمالك حروفك

نعم هو كلّ ماذكرت ، لن نستطيع أن نقول أنّ الحزن والألم غير موجودين ، أو أن نخدع أنفسنا ونقول سننسى كلّ ألم مررنا به وعشناه ولنتذكّر أفراحنا فقط

أتدرين الحزن رغم مرارته إلّا أنّ فيه سحراً ما ، يقال أنّ الأدب يتولّد من رحم المعاناة ، حقّا أجمل ماقيل في الأدب كان نابعاً من قلوب يعصرها الألم والوجع والغربة والنّفي وغيرها من المشاعر التّي تنبع من بوتقة الألم

الحزن موجود في روحي وقلبي ، بيد أنّي أخفيه مااستطعت ولا أدع له سبيلا كي يقضي عليّ أو أن يرى النّور
أو ربّما لأنّ أعزّ شخص لدي وأقرب روح إلى قلبي تتألم لفقدان حبيب ، هي توأمي وحبيبتي ، صدّقيني إن قلت لك أنّي أكون فرحة ، وفجأة أصبح قلقة حزينة وفور إتّصالي بها أجدها حزينة باكية
حقّاّ سرّني ردّك ودعائك وإطرائك ، كنت أظنّ أنّي نسيت حمل القلم ، باستثناء كتابة وصفات طبخ أو تجميل لاغير ، صحيح في داخلنا الكثير فقط نحن من نهمله ونتجاهله

شكرا بقدر جمال حروفك ورقّة إحساسك ، جزاك اللّه خيراً









رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc