ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»، وهذه الأحرف ليست هي القراءات السبع، فالقراءات السبع في حرف واحد وهو حرف قريش.
لكن الحروف السبعة حروف لغات، وكان العرب في أول الإسلام لا يتمكن الإنسان من أن يغيّر لهجته؛ لصعوبة ذلك عليه كما هو الواقع اليوم، فالآن لو تذهب إلى جنوب المملكة وجدت عندهم لهجة؛ ولا يستطيعون أن يتكلموا بلغة أهل القصيم، وأهل القصيم أيضا لا يستطيعون أن يتكلموا بلغة أهل الجنوب؛ فمن أجل التيسير على الأمة رخص الله -عز وجل- أن يقرأه الناس على حسب لغاتهم، لكن المعنى لا يختلف.
وبقي الأمر كذلك حتى كانت خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فبدأ الناس في الأقطار يقرؤونها على هذه الأحرف فحصلت فتنة؛ فأُشير على عثمان -رضي الله عنه- أن يجمع الناس على حرف واحد فجمع الناس على حرف واحد وهو حرف قريش؛ أي لغة قريش.
والحمد لله أن الله -عز وجل- وفق أمير المؤمنين لهذا العمل؛ لأنه لو بقي إلى اليوم لكان النزاع السابق الذي في القرن الأول سيكون في القرن الأخير أشد وأكثر، لكن من رحمة الله بهذه الأمة -ومن حمايته وحفظه لكتابه-؛ يسر الله على يد هذا الخليفة الراشد أن يُجمع على حرف واحد فجُمِع.
ابن عثيمين - شرح مختصر التحرير 479 - 480.