وعليكم السّلام ورحمة اللّه وبركاته
أعتذر أخ مالك على التّأخير في الرّد ـلم أستطع إقتباس ردّك لا أدري أين الخلل
إذا أنت تتّفق معي أنّ العوائق موجودة لا ريب ، وأنّ الأحلام لن تتحقّق كلّها ، لا بدّ لوجود نقص في بعضها فالكمال للّه
أنت عبْتَ على الموضوع كونه مثبّطاً للهمّة والعزيمة حسب مافهمت من ردّك ومعك حقّ ولكنّه الواقع يا أخي
إن لم تحسّه أنت فقد أحسسته أنا وعشته ، لا أعتبره ضعفاً وجبنا وهروباً من المواجهة ، إنّما هو قدرٌ وقضاء لا مهرب منه ، لكن هذا لا يعني أنّه قد تكون حالات فيها تقاعس وتهاون ولكن ليست دوماً
نحنُ أحرار لا شكّ في ذلك ، لكن حرّيتنا ليست مطلقة بل تحدّنا وتضبطنا قوانين وضوابط
اللّه تعالى حين قال في محكم تنزيله *** إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفورا ** هذا معناه أنّنا مُخيّرون في حياتنا إمّا أن نختار طريق الحقّ ونسير عليه ، أو نختار طريق الباطل فنهلك ، فالجزاء من جنس العمل إمّا ثواب أو عقاب
لذا نحنُ لسنا معذورون في الآخرة مادُمنا مكلّفون ولدينا أهليّة تُخوّلنا الإختيار ، لكن قد يكون هناك إستثناءات
فالرّسول صلوات ربّي عليه قال ** رُفع عن أمّتي الخطأ والنّسيان ومااستكرهوا عليه **
ولنا في قصّة عمّار بن ياسر رضي اللّه عنه خير مثال ، حينما شهد بهُبل وهو تحت التّعذيب الذّي طاله وطال والديه ولكنّ المصطفى عليه الصّلاة والسّلام طمأنَهُ وقال له أنّ اللّه لن يُآخذك لأنّك كنت مُكرهاً لهول مالاقيت وماشاهدت
الحرّية من أعقد المفاهيم الفلسفيّة ولحدّ الأن لا يوجد مفهوم شامل ومتفّق عليه ، وقد كانت من أهمّ المسائل التّي أثارت جدلا ونقاشات واسعة بين الفلاسفة وعلم الكلام قديما وحديثاً ، ولعلّ إبن رشد هو من وفّق بين أنصار الجبرية والحتميّة وبين أنصار الحرّية المطلقة .
أمّا كونك إستغربت التّقييم ، فقد يكون من قيّم وهو مشكورٌ طبعاً ، أقول قد يكون رأى الموضوع من زاوية مغايرة لما رأيته أنت وقد لاقى في نفسه إستحسانا لم لا ، فالشّخصيّات تختلف والذّهنيات كذلك فلم التّعجّب والإستغراب ؟
للأسف ليس لدينا في المنتدى الميزة التّي تمكّننا من معرفة من قيّمنا في مواضيعنا وردودنا أقصد التّقييم بنوعيه ، وإلّا كنّا إستدعيناه ليعطينا وجهة نظره والسّبب الذّي كان وراء تقييمه للموضوع ، فقط من باب الفضول والمعرفة ، وربّما قد يزول إستغرابك عندما تسمع وجهة نظره
شاكرةٌ لك ردّك القيّم ودعائك الطّيب ، بارك اللّه فيك وجزاك خيرا