النَّافَحْ

[سعد606]

النَّافَحْ:
لم يمر شهر على زواجه حين لاقيته صُدفة وقد حَدَّثني بنبرة العريس" النَّافَحْ" الذي لا يزالُ مُلَطَّخًا برائحة عِطْر عروسه وقال: الحمد لله لقد رُزقت الزوجة الواعية التي تفهمني وتُشاطرني الفِكْر والاهتمام..وأنَّهُ قد سبق لي وبَيَّنتُ لها في نقاط محددة ما يُغضبني كي تتجنبه وتَتَحَاشَاه...وبعد أن فَرَغَ من حديثه أوجزت له النصح في ثلاث فقرات:
الأولى: إن شخصية الزوجة هي نتاج تنشئة أسرية إستنشقتها مع صرخة الميلاد، ورضعتها مع حليب أمها، ونُقشتْ في أعماقها مع أحلى المُداعبات والابتسامات، ومع نعومة أظافرها، وأولى خطوات حَبْوهَا ومَشيها.
إن الزّوجة الصَّالحة ببساطة هي نِتَاجُ تُراكمُ بِنَاء من القَاعدة، وليس مُجرد حَشْوٍ مَعْرِفي جمعته من الروضة الى الجامعة، وإذا هي جَمَعَتْ بين حُسن الخلق وصَرْخَة الأنوثة والعلم كانت أقرب الى الكمال.
الثانية: تذكر ياعزيزي أن نجاح الاسرة وإستقرارها، ورُقَيَّها ومستوى إشباعها لحاجات أفرادها، مسؤوليتك أنت بالدرجة الاولى...لأنك "الرَّاجَلْ" و إسْمك هو عنوانها. فنحن نقول: "ذَرْ فُلان" و"عَائلة فُلان".. وفي وُجُودك وحتى بعد مَوْتِكَ لا نقول أبدا "ذر فلانة".
الثالثة: إن الحياة الزوجية علاقة إنسانية روحية جسدية، لا تُعَالج مشكلاتها مثل عمليات حسابية، ولا هي لعبة تُحسب أوقاتها بالثانية، بل هي رابطة مقدسة عمادها التضحية لا كثرة التذمر والمغالاة في المحاسبة، والصِّدق لا الكَذِبَ والمُراوغة، والقَبُول لا "المْعَايْرَة" وكَثْرَة المُقارنة.