مرض في مجتمعنا : الإسراف وتبذير الطعام خاصة في رمضان

[kameljijeli]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً , رمضان مبارك للجميع وتقبل الله صيامنا و قيامنا و غفر لنا...آمين
هذا الصباح قرأت خبرًا في جريدة يقول أن الجزائريين يرمون أكثر من 3 ملايين خبزة يوميا، فأردت أن أكتب موضوعا لعل وعسى نكون سببًا في توعية البعض و نقلل من هذا الإسراف والتبذير ( و من نصح الآخرين من جيران و أصدقاء سيؤجر إن شاء الله),
فمن الناحية الدينية ,الإسراف في شراء الأطعمة وعدم أكلها و رميها من مواطن النهي الجلي في القرآن في الآيتين التاليتين :
1- قال تعالى: '' {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
2- ونهى سبحانه وتعالى عن التبذير ، فقال تبارك وتعالى : ( وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .
كما نهى الرسول صلى الله عليه و سلم من الإسراف في الحديث:
روى الإمام أحمد وابن ماجة عن عبداللّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما “أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ بسعدٍ وهو يتوضّأ فقال: ما هذا السّرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهرٍ جارٍ”. سبحان الله, حتى و لو كنا على نهر جار فيجب عدم الإسراف. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ).
أما من الناحية الإقتصادية, فالأمر شديد السوء, فالكل يعلم أن الجزائر من أكبر المستوردين للقمح, نشتريه بالعملة الصعبة, نٌصنع به خبزًا ثم نرميه في المزابل''أكرمكم الله'' , بعملية بسيطة , سعر 3 ملايين خبزة ياجماعة الخير, إذا كان سعر الخبزة 10 دينار سيكون ( 3000000 * 10 = 30000000 دينار جزائري) والذي يعادل 3 ملايير سنتيم يومياً, وهذا رقم كبير جدًّا, لو تصدقنا به على الفقراء لما بقي فقير واحد في بلادنا. نتكلم هنا عن نعمة الخبز فقط, فماذا لو أضفنا الأطعمة الأخرى التي ترمى يوميا في مكب النفايات...ألا يوجد فينا رجل رشيد أو إمرأة رشيدة, ألا نتق الله في نعمة الطعام و نحافظ عليها ., ويُنسب للإمام الشافعي قوله :
إذا كنت في نعمة فارعها *** فإن المعاصي تُزيل النِّعم
وحُطها بطاعة رب العباد *** فَرَبّ العباد سريع النِّقم
فهيا بنا نعلن الحرب على الإسراف و التبذير, نبدأ بأنفسنا ثم ننصح الأقارب و الجيران و من يستطع يتكلم مع إمام مسجد الحي لجعل الموضوع درس أو خطبة الجمعة ليعم الخيرويكون وقع النصيحة أكبر في النفوس.
فلكم الخط الآن و لمن يهمه الأمرنناقش الأسباب والحلول الممكنة
نسأل الله أن يوفقنا إلى مايحبه و يرضاه , و صح فطور الجميع