المنطقي أن أي حركة إصلاحية في ظل الإستعمار يكون طابعها ثوري وليس إستسلامي إنهزامي ، والجمعية تميزت بالخوف و الخنوع للإستعمار ؟؟ ولم تعلن صراحة الثورة ضد فرنسا ؟؟ إن الإصلاح الذي قامت به الجمعية في ظل وجود إستعمار يثبت أعمالا إصلاحية لا ينكرها إلا جاحد غير أنها لا ترقى لتطلعات الشعب الجزائري من جهة ولكن في ذات الوقت يطرح أكثر من علامة إستفهام حول حدود ومساحة ذلك الإصلاح والخطوط الحمراء التي وضعها الإستعمار لهذه الجمعية للسماح لها بالنشاط بذلك الشكل الذي ينم عن تسامح كبير من الإستعمار نحو الجمعية من جهة أخرى.
إن ذلك الأمر يطرح أكثر من علامة إستفهام ؟ كما أن جمعية العلماء عندما إمتنعت عن النشاط السياسي ضد فرنسا يجعلنا نستنتج أن الإستعمار أو جدها أو سمح بظهورها في الساحة الجزائرية وتغاضى على أنشطتها في ذلك الوقت لخلق فتنة بين حركات ومذاهب ومدارس المجتمع الجزائري أنذاك فلم تتأخرالجمعية بإبراز تلك الرغبة الإستعمارية تمثلت بذلك الهجوم الشرس الذي شنته على مدارس التصوف ككل ولم تفرق بين المعتدل وغير والمعتدل .
لا توجد وثيقة تاريخية واحدة تؤكد أن الجمعية أيدت الثورة بعيد إنطلاقها في تلك الفترة و التي كان الإبراهيمي على رأسها خلفا لإبن باديس .
ولو عدنا قليلا للحديث عن الإصلاح فالجمعية لم تكن وحدها التي قامت بهذا العمل ، فالصوفية فعلت هذا الشيء قبلها بعقود مضت و من الأمثلة على ذلك الصوفي الأمير عبد القادر وعلاوة على ذلك فإن الأمير عبد القادر الصوفي خاض حروبا ضد فرنسا الأمر الذي لم تجرؤ الجمعية على فعله ، وعليه فالصوفية متقدمة في الإصلاح و الحرب ضد الإستعمار الفرنسي ، بغض النظر عن ما حصل بعد ذلك من تعثر للحركة الصوفية لبعض من مدارسها والتي ضربت من لدن الإستعمارفي الكثير من المرات كان آخرها ضربها بالجمعية لتفكيك وحدة المجتمع الجزائري حتى لا تقوم له قائمة .
ورغم ذلك لم يمنع هذا الأمر من بروز حركة وطنية فيما بعد إستفادت من وجودها في الغرب وهي تلتقط قيم تقرير المصير و الحرية والإستقلال .... و إستماتة أوروبا في نيل حريتها من الإستعمار الألماني و قد أخذ شباب الحركة الوطنية بتجربة معتبرة في أثناء إنخراطه كرها في الحرب العالمية الثانية و قد جلب تلك التجارب للجزائر ووظفها ضد الإستعمار ناهيك عن الوضع الدولي الذي استغلته في إنجاز مشروعها المتمثل في دحر الإستعمار ونيل الإستقلال وهذا ماكان ، وفي كل الأحوال لم يكن للجمعية في ذلك الإنجاز أي دور يذكر .
الزمزوم