وينجح أعداء الجزائر مرة أخرى !!!

[الزمزوم]

وينجح أعداء الجزائر مرة أخرى !!!

السبت 04 جوان 201622 3430 حدة حزام

رغم تجنيد أربع وزارات كاملة لإنجاح البكالوريا، وتفويت الفرصة على الغشاشين، ورغم نجاح الوزيرة في القضاء على الإضرابات، حيث مرت سنة من غير إضرابات، إلا أن المتربصين للوزيرة نجحوا مرة أخرى في إفساد أجواء الامتحانات بتسريب أسئلة الفرنسية والتربية الإسلامية، عبر الفايسبوك، قبل الامتحان، وهذا بعدما منعت الممتحنين من استعمال الهاتف النقال وقطعت الأنترنيت، الجيل الثالث ساعات الامتحان.
سيفرح أعداء الوزيرة في الأحزاب الإسلاموية، وغريمها الذي يحاول تجنيد الإعلام والنواب وحتى مطربين للنيل منها. ولكن لسوى حظه كشفت أمره، وهو اليوم يواجه تهما ثقيلة بعد أن رفعت ضده الوزارة قضية في المحكمة!
سيفرح لأنهم في النهاية تمكنوا من ضرب المنظومة التربوية ككل مرة، وضرب الجزائر في ”مقتل”، وهل هناك ما أخطر من تدمير المدرسة وتدمير أجيال عن طريق الغش في امتحانات مصيرية مثل البكالوريا.
فالمتضررين ليس فقط من لم يغشوا ومن اعتمدوا على جهودهم الشخصية، فالغشاش هو الآخر سيتضرر لأنه كذب على نفسه وعلى المجتمع، ومهما حقق لاحقا من نجاحات بنفس الطريقة التي سينال بها البكالوريا، سيكون مواطنا فاسدا وإطارا فاشلا يعود فشله على باقي القطاعات.
ليست بن غبريط من فشلت إذا، بل أعداء الجزائر هم من نجحوا في كسبت معركتهم، معركة نذلة، لا تختلف عن معركة الإرهاب، فهم إرهابيون اختاروا ضرب البلاد عن طريق تدمير النشأ بتدمير المدرسة، وبالقضاء على أحلام الشباب وإيمانهم بالمستقبل وبإمكانيات النجاح في الدراسة والحياة دون اللجوء إلى الغش.
ماذا عساها تفعل الوزيرة أمام الفساد المستشري في المجتمع، وأمام استعداء جانب كبير من الأولياء والتلاميذ وحتى الأساتذة على تعاطي الغش والسقوط في فخ التسريبات؟
فاستهداف البكالوريا ليس بجديد، ومن منا لا يتذكر فضيحة بكالوريا 92 التي كانت تستهدف رئيس مجلس الدولة محمد بوضياف ووزيره للتربية بن محمد، قبل أن تقضي جريمة أخرى على الرجل، أياما بعد امتحانات البكالوريا الملغاة وإعادة برمجتها في سبتمبر من نفس السنة؟ من يومها اكتشف أعداء الجزائر أخطر سلاح لضرب البلاد باستهداف أهم قطاع، التربية، ومن يومها لم تقم للمنظومة التربوية قائمة. ورغم النجاحات التي حققتها السيدة بن غبريط ومحاولاتها الجادة استعادة البكالوريا قيمتها العلمية ومكانتها الاجتماعية، ها هم أعداء الجزائر يضربوننا مرة أخرى ويفسدون فرحتنا وفرحة أبنائنا!


حدة حزام



المصدر : جريدة الفجر .