..قال  أحدهم..!؟، لمّا التقيت أوّل مرّة بزوجتي ، وعندما أبحرت عيناي في بحر عينيها ، ساعة خطبتها ،..ومن فرط ارتباكي حينما قدّموا لي القهوة ، طلبت ملحا بدل السّكّر ، فأستغربت أمري ..؟، قالت ، 
هل حقّا تشرب القهوة بالملح؟!، قلت ، بعد أن بلعت ريقي ، انّ طفولتي كانت بجانب البحر ، والقهوة المالحة تذكّرني  بطفولتي ، وتستحضر والديّ رحمهما الله ،
..امتلأت عيناها وأغرورقت بالدّموع ، أحبّت وفاءه ، 
تزوّجا الحبيبا ، وعاشا عاشقين أكثر من أربعين سنة ، ولدوا ، وكبرت الأولاد وتزوّجوا..،وطول هذه الفترة  ظلّت زوجته تضيف الى حبيبها شيئا من الملح في فنجانه ، فيقدم على شربها متلذّذا في كلّ..مرّة ،
..بعدما توفّي الزوج ، ترك لها رسالة يقول لها فيها ،
..سامحيني حبيبتي ، لقد كذبت عليك مرّة واحدة فقط في حياتي ،فقد كنت في أوّل لقاء بيننا مرتبكا وحين أردت طلب السّكّر  لقهوتي أخطأت ، طلبت الملح ، ..فخجلت من العدول عن كلامي ، وأردت اخبارك الحقيقة بعد هذه الحادثة ، لكنّي خفت أن تظنّي أنّني بحار في الكذب ، فقررت ألاّ أكذب عليك مرّة أخرى..أبدا ،
..أعترف أنّني لا أحبّ القهوة مالحة ، بل لا أحبها الاّ وحدها ، ولا أطيقها بسكّر أو حليب أو ما شابه ذلك ، ولكن وجودك معي يطغي على أيّ شيء آخر في الكون ، ولو أنّ لي حياة أخرى ، لعشتها معك حتّى لو اضطررت أن أشرب السّكّر..مالحا ، 
..ومن أجل ذكرى العاشق الغائب ، صارت زوجته لا تشرب قهوتها الاّ مالحة ، وكلّما سألها ولدها أو حفيدها مستغربا ، كيف تستسيغين شربها ؟!، كانت تنزل دمعتها ، وتقول ، انّ للقهوة المالحة مذاقا أحلى من العسل ..!؟،
..لها مذاق الحبّ ، وذكرى..العمر ، .  ترى أين نحن من هذا ، وهل نستطيع أن نفعل شيئا أقلّ أقلّ أقلّ ..وبكثير من هذا الذي ذكرته  من أجل حبيب لعثمه الخجل مرّة واحدة..؟؟، 
لنكسب ليس ودّ أحبابنا وأصدقائنا فحسب ، بل من أجل زوجاتنا وبناتنا ..، قبل أن ينزلن علينا بأسواطهنّ ضربا ، ويكوننّ لنا عدوّات شرسات ، بالف مخلب ، ومليون..ناب..!!؟؟،