بــــسم الله الرحمن الرحيــــم
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هب أن امرِءاً سائقاً سيّارة و مقصدُه تلقاء وجهه ، لكنّه ينظر تلقاء ظهره
أتُراه يبلغ غايته سالما ؟ أتُراه يبلغ غايته أصلا ؟
ألا تعجبون من امرِءٍ السّبيل أمامه مهولٌ مديد ، و هو لا يزال حبيسَ الماضي و الذكريات
القافلة بظهر سيرٍ و هو منحنٍ يبكي الأطلال و يندبُ الأبطال
أترون هذا من فعال الحازم العازم ، أم من طباع العاجز النّادم ؟
قال تعالى : [[ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ]]
كان النبي صلى الله عليه و سلم بعيد النظر ، و لذلك كان شديد الظّفر
قال صلى الله عليه و سلم : (( لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع و العاشر ))
و كان ينهى عن التّحسر على الفوائت فيقول : (( لا تقل لو كان كذا لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان ))
و كان يقول صلى الله عليه و سلم : (( لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلماً ))
و كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُجيِّش الجيوش في الصّلاة .
ما لبني قومي يتأوّهون و يتحسرون على الذكريات و الفوائت ، ما لا يتحسرون عُشرَ معشاره على ما سيُقْدِمون عليه غدا أو بعد غدٍ
و ما فاتكم اليوم قد تدركونه غدا ، و ليس من الحزم في شيء قتل الأعمار بالبكاء على السّوالف
بقلم المهاجر إلى الله
السُّلمي