خطبة عمر بن الخطاب عن السّائب بن مهجان، وهو من أهل الشّام، وكان قد أدرك الصّحابة، قال: لما دخل عمر الشّام، حمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثمّ قال: " إنّ رسول الله قام فينا خطيباً كقيامي فيكم، فأمر بتقوى الله، وصلة الرّحم، وإصلاح ذات البين، وقال: عليكم بالجماعة -وفي لفظ: بالسّمع والطاعة- فإنّ يد الله على الجماعة، وإنّ الشّيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. لا يخلون رجل بامرأة فإنّ الشّيطان ثالثهما. ومن ساءته سيّئته، وسرّته حسنته، فهو أمارة المسلم المؤمن، وأمارة المنافق الذي لا تسؤه سيّئته، ولا تسرّه حسنته، إن عمل خيراً لم يرج من الله في ذلك الخير ثواباً، وإن عمل شرًّا لم يخف من الله في ذلك الشرّ عقاباً. وأجملوا في طلب الدّنيا، فإنّ الله قد تكفّل بأرزاقكم، وكلّ سيتمّ له عمله الذي كان عاملاً، استعينوا بالله على أعمالكم، فإنّه يمحو ما يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب ". (2)