لا يغُرَّنكَ كثيرًا المالُ...
ولا يُثير مُهجتكَ الجمالُ...
فكيفَ بيومِ يَظربُ الأرضَ زلزالُ...
وتتقلبُ أمامكَ الأثقالُ...
وتوزنُ بينَ يديكَ الأفعالُ...
وتُجرُّ امامكَ الأغلالُ...
وتصبحُ سراباً الجبالُ...
وتكثرُ حينها الأهوالُ...
وتقلُّ هناكَ الأقوالُ...
وتتشابهُ حِينها الأحوالُ...
يومٌ لحظاتُه طوالُ...
فهلْ حينهَا يُغنيكَ المالُ...ُ؟
يفديكَ الجمالُ...؟
أم لديكَ حُجةٌ وأقوالُ...؟
كلاَّ إنه الحسابُ...
فانظرْ ما سيُذكرُكَ به الكتابْ...
أأنت ممَّن خافَ وتابْ...
أم ممَّن غرَّتهُ دنياهُ وارْتابْ...
تذكَّر حينها العذابْ...
ولا تُلقي سوَى علىَ نفسكَ العِتابْ...
لأنكَ ما قدمتَ الأسبابْ...
وعشتَ كَما تَعيشُ الدَّوابْ...
وما يليقُ هذا بدذَوِي الألبابْ...
فهل أنت في النارِ مفتحةً لكَ الأبوابْ...
أم في جنةٍ دات متاعٍ وكَعابْ...
فاختارْ لنفسكَ هُناكَ مكانْ...
قبل إنقضاءِ ذا الزمان...
وترْحلْ عنْ هذا المكانْ...
وتُعرضُ عنْ يمينكَ الجنانْ...
وعن شمائلكِ النيرانْ...
وأنت دا رَوعٍ حيرانْ...
من الهولِ كأنكَ سكرانْ...
فارْحمْ نفسكَ التي رحِمهَا الرحمانْ...
كي تكونَ سعيدًا في تلكَ الجنانْ...
ولا تكونَ منْ أتباعِ الشيطانْ...
فيكون شرابك القطرانْ...